دهن المسحة في الكتاب المقدس


دهن المسحة:

يحتل دهن المسحة مكانًا خاصًا في وصايا الله لشعبه في العهد القديم، إذ يُشير إلى مسحة الروح القدس لأداء أعمال قيادية تحمل جوانبًا من عمل السيد المسيح نفسه. فكان الأنبياء والكهنة والملوك يمسحون، الأمور التي اجتمعت معًا في شخص السيد المسيح، والذي دعى “المسيح” لأنه ممسوح منذ الأزل لهذا العمل الخلاصي. وقد شهد له المرتل بقوله: “أحببت الحق وأبغضت الإثم، من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك” (مز 44، عب 1: 9)… وقد سبق لنا الحديث عن هذه المسحة أثناء تفسيرنا لنشيد الأناشيد.

هذه المسحة أيضًا تشير إلى المسحة العامة التي تُعْطَى للمسيحيين بعد العماد، والتي تدعى “مسحة الميرون”، إذ

يقول القديس أمبروسيوس: [كل مؤمن يمسح كاهنًا وملكًا، غير أنه لا يصير ملكًا حقيقيًا ولا كاهنًا حقيقيًا بل ملكًا روحيًا وكاهنًا روحيًا، يقرب الله ذبائح روحية وتقدمات الشكر والتسبيح].

ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الذين كانوا يمسحون في العهد القديم إما كهنة وإما أنبياء أو ملوك. أما نحن المسيحيون أصحاب العهد الجديد، فيجب أن نمسح لكي نصير ملوكًا متسلطين على شهواتنا، وكهنة ذابحين أجسادنا ومقدسين إياها ذبيحة حيَّة مقدسة مرضية عبادتنا العقلية، وأنبياء لإطلاعنا على أسرار عظيمة جدًا وهامة للغاية (خاصة بالأبدية)

ويقول القديس أغسطينوس: [إن اسم “المسيح” جاء من المسحة، فكل مسيحي يقبل المسحة، يكون ذلك دلالة ليس فقط على أنه صار شريكًا في الملكوت، وإنما صار من المحاربين للشيطان].

هل تبحث عن  حُور الجدجاد

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي