لا تَخَفْ أَيُّها القَطيعُ الصَّغير، فقد حَسُنَ لدى أَبيكم أَن يُنعِمَ عَليكُم بِالمَلَكوت
تشير عبارة “لا تَخَفْ” إلى عدم الخوف من الغد أو من قلة الغذاء والكساء أو من الخطر أو التهديد أو من إنسان عدو أو من شيطان؛ فمن كان لله له أبًا وصديقً لزم ألاَّ يخاف. أورد يسوع في الإنجيل على مسامعنا هذه الكلمات المعزية والمشجعِّة التي تبعث الثقة فينا: “لا تَخَفْ، يا زَكَرِيَّا” (لوقا 1: 13)، لا تخافي يا مَريَم” (لوقا 1: 30)، “يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ ” (متى 1: 20)، لا تَخافوا، يا رُعاة (لوقا 2: 10)، ثِقوا. أَنا هو، لا تَخافوا! (متى 17: 24)، ” ولكن ثِقوا إِنِّي قد غَلَبتُ العالَم” (يوحنا 16: 33)، “لا تَخافوا، أَنتُم أَثمَنُ مِنَ العَصافيرِ جَميعاً” (متى 10: 30)، “وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم”(متى 28: 20)؛ وأخيراً في نصنا هذا توجه كلمة يسوع”لا تَخَفْ” لتلاميذه ولكل واحدٍ مِنّا. نرى في هذه النصوص أن تعبير “لا تخف” مرتبط بسياق الدعوة. وهذه الدعوة تؤكد بأنّ العلاقة الّتي يكون الله طرفًا فيها لا تفشل أبدًا. لذلك ينبغي على التلاميذ بألّا يجازفوا البحث عن أمان آخر خارج العلاقة بالآب التي لا تفشل أبدًا من خلال يسوع. فلا داعي للخوف ما دام الراعي الأمين لوعده مرافقًا لهم. فالإيمان بكلام يسوع هو الوسيلة الوحيدة للتغلّب على الخوف. كم هي جميلة ومطمئنة ومعزِّية هذه الكلمات. إنها تبعث الدفء والسلام في قلوبنا جميعًا وتجعلنا ننتظر الرب بثقة بعيداً عن كل قلق وخوف واضطراب.