المكان التى زارت العذراء نسيتها اليصابات عبر التاريخ

عبر التاريخ:

بعد تقسيم الأرض بين أسباط إسرائيل الاثني عشر سلّم يشوع قرية عين كارم إلى سبط يهوذا (يشوع 15: 59). ويشير سفر ارميا إلى القرية باسم בית הכרם (بيت الكرم) (ارميا 6: 2). أمَّا التقليد المسيحي فيذكر عين كارم على أنها موطن زكريا، وهو زوج اليصابات. وزكريا وأليصابات هما والدا يوحنا المعمدان سابق المسيح. فكان زكريا من نسل هارون وسلالة الأحبار، وبينما كان يحرق البخور في الهيكل تراءى له ملاك يبشره بان زوجته التي كانت عاقراً ستلد ابناً يسميه يوحنا (لوقا 1: 5 -25). يخبرنا الإنجيل بان الملاك جبرائيل عندما بشَّر مريم العذراء بمولد المسيح، أعطاها علامة إلهيه، أن اليصابات خالتها حبلت بابن في شيخوختها لأنه “ما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله ” (لوقا 1: 36).

يصف الإنجيل زيارة مريم لاليصابات في عين كارم. لكنه لم يذكر اسم القرية إنما كشفت الحفريات عن هويتها حيث شُيِّدت المزارات: كنيسة الزيارة وكنيسة يوحنا المعمدان (لوقا 1: 39 -45).

وفي العصر البيزنطي في القرن الخامس، شيَّد البيزنطيون في القرية مزاراً تخليداً لذكرى القديسة اليصابات. ويذكر تقويم القدس أن المسيحيين في ذلك العهد كانوا ينظمون حجا سنويا إلى مزار اليصابات في عين كارم.
أمَّا في القرن الثاني عشر فقد أقام الصليبيون مزاراً آخراً للقديس يوحنا المعمدان. وفي أوائل القرن التاسع عشر، ذكر الرحالة البريطاني جيمس بكنغهام وجود المسيحيين في هذه القرية الصغيرة، وأن شجر الزيتون يَكثر في الأودية المتاخمة لها.

ويشير كتاب “مسح فلسطين الغربية” إلى أن مأوى روسياً كان في طور البناء سنة 1882، في أقصى غربي القرية. ومع بداية القرن العشرين، توصل نفر غير قليل من أبناء هذه القرية إلى احتلال مناصب بارزة، كالشيخ عيسى منون الذي تبوأ في الأزهر الشريف في مصر منصب عميد كلية أصول الدين سنة 1944، وعميد كلية الشريعة في سنة 1946. وقيل إن عين كارم كانت مقر القيادة السري الذي أدار منه الزعيم الفلسطيني الشهير عبد القادر الحسيني عملياته في الفترة الثورة العربية الكبرى 1936-1939.

هل تبحث عن  ف انتظار تجدد السنه وحياتنا بميلادك 😍

وفي عام 1984 هرب بعض سكان القرية عقب مجزرة دير ياسين التي تبعد عن عين كارم 2,5 كم فقط في اتجاه الشمال الشرقي. وفي نهاية كانون الأول 1948 استقرت نحو 150 عائلة يهودية في قرية عين كارم التي باتت تابعة لبلدية القدس الغربية الإسرائيلية. وعين كارم من القرى القليلة جدا التي سَلِمت أبنيتها، على الرغم من تهجير سكانها.

وفي سنة 1949، أنشأ الإسرائيليون مستعمرتي بيت زايت وإيفن سبير على أراضي القرية. كما أنشئت عليها في سنة 1950 مدرسة عين كارم الزراعية. وضُمّت أراضيها إلى بلدية القدس الإسرائيلية. وتُعد عين كارم بفضل أماكنها المقدسة وموقعها الصحي منتجا سياحيا كبيرا ومُحجاً من جميع أنحاء العالم.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي