فتأوَّه داود وقال: مَن يسقيني ماءً من بئر بيت لحم التي عند الباب؟
( 2صم 23: 15 )
لم يكن أولئك الأبطال ليفتكروا أو يخطر ببالهم أن عملهم العظيم هذا سيدوَّن ذكره بقلم الوحي على صفحات الكتاب المقدس، ويقرأه مئات الملايين من الناس، ولكن قلوبهم كانت متعلقة بداود، فلم يحسبوا نفوسهم ثمينة في سبيل إرضائه وإنعاش نفسه.
لو كانوا عملوا عملهم هذا لكي يحصلوا على اسم أو مركز عالِ، لَمَا كان عملهم يستحق الذكر والإعجاب، ولكن الحقيقة أنهم أحبوا داود، وأثبتوا أنه أغلى على قلوبهم من الحياة نفسها، فنسوا كل شيء في سبيل غرضهم الأوحد وهو خدمة داود، ولذلك صعدت رائحة تضحيتهم إلى عرش الله، ودوّن ذكر عملهم على صفحات الوحي، وسيبقى مُضيئًا على تلك الصفحات ما دامت موجودة.