صنعوا معجزات وهلكوا!


سؤال:
قال السيد المسيح في نهاية العظة على الجبل: “كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب: أليس باسمك تنبأنا؟! وباسمك أخرجنا شياطين؟! وبإسمك صنعنا قوات كثيرة؟! فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!!” (إنجيل متى 23،22:7). فكيف صنعوا هذه المعجزات وكانوا فاعلي إثم وهلكوا؟!


الإجابة:

1- المعجزات miracles هي هبة من الله، لا تتوقف على قدسية مجريها، بل على صلاح الله واهبها.

وهناك أمثلة كثيرة في الكتاب تدل على أن أشخاصًا تنبأوا أو أخرجوا شياطين، أو صنعوا قوات، وهلكوا..! ومن هؤلاء:

* مثال شاول الملك:

قيل عن شاول الملك: “أن الله أعطاه قلبًا آخر، وأتت جميع هذه الآيات في ذلك اليوم.. وإذ بزمرة من الأنبياء لقيته، فحلَّ عليه روح الرب فتنبأ.. حتى قال الناس بعضهم لبعض أشاول أيضًا بين الأنبياء؟!” (صموئيل الأول 9:10-12).

وشاول هذا هلك. وقيل عنه: “وذهب روح الرب من عند شاول، وبغته روح رديء من قبل الرب” (صموئيل الأول 14:16). ولما ناح عليه صموئيل النبي “قال الرب لصموئيل: حتى متى تنوح على شاول، وأنا قد رفضته..؟!” (صموئيل الأول 1:16).

* مثال بلعام النبي:

هذا ظهر له الرب وكلمه (عدد 9:22). ولما عرض عليه بالاق أن يكرمه إكرامًا عظيمًا إذ لعن الشعب، قال: “ولو أعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهبًا، لا أقدر أن أتجاوز قول الرب إلهي لأعمل صغيرًا أو كبيرًا” (سفر العدد 18:22). وقال أيضًا: “الكلام الذي يضعه الله في فمي، به أتكلم” (عدد 38:22). وبنى سبعة مذابح، وأصعد محرقات للرب.

وتنبأ بلعام بنبوءات صحيحة (عدد 7:23-10). وقيل عنه: فوافى الرب بلعام، ووضع كلامًا في فمه..” (عدد 10:24).

هل تبحث عن  WwW OrSoZoX CoM 27 الحب الأبوي The Father s love

“وكان عليه روح الله. فنطق بمثله وقال: “وحي بلعام بن بعور. وحي الرجل المفتوح العينين. وحي الذي يسمع أقوال الله، الذي يرى رؤيا القدير..” (عدد 2:2-5). وظل ينطق بكلام الرب حتى “اشتعل غضب بالاق على بلعام..” (العدد 10:24).

وتنبأ بلعام عن السيد المسيح فقال: “..أراه ولكن ليس الآن.. أبصره، ولكن ليس قريبًا. يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل..” (سفر ألعدد 17،16:24).

ومع ذلك هلك هذا النبي بلعام..!

وتكلم الرب ضده في (سفر الرؤيا 14:2). وتكلم عن ضلالته أيضًا القديس بطرس الرسول الشهيد (رسالة بطرس الثانية 16،15:2)، وكذلك تلكم عن ضلالة بلعام القديس يهوذا الرسول أيضًا (رسالة يهوذا 11).

* مثال قيافا رئيس الكهنة:

وهو الذي حكم على السيد المسيح في المجمع. ومزَّق ثيابه وقال: “قد جدّف. ما حاجتنا بعد إلى شهود..؟! ها قد سمعتم تجديفه!” (إنجيل متى 65،57:26).

قيافا هذا، تنبأ عن السيد المسيح وقال: “إنه خير لما أن يموت واحد عن الشعب.. ولك يقل هذا من نفسه، بل إذ كان رئيسًا للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة..” (إنجيل يوحنا 49:11-51).

* مثال النبي أو الحالم حلمًا (التثنية 13):

قال الوحي الإلهي في سفر التثنية “إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلمًا، وأعطاك آية أو أعجوبة، ولو حدثت تلك الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلًا: لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها. فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم، لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم وكل أنفسكم” (تثنية 1:13-3).

هنا نبى، ويقدم آية أو أعجوبة، وتتحقق. ولكنه من فاعلي الإثم، لأنه يدعو لاتباع آلهة أخرى. والله يسمح بهذا لامتحاننا.

هل تبحث عن  36-كيف تم الإتحاد بين الطبيعة اللاهوتية وبين الطبيعة الناسوتية؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي