تفصيل نظرة اليهودية لصليب يسوع


تفصيل نظرة اليهودية لصليب يسوع


إن مجرّد امكانية أو فرضية تعرّض (المشيح) للصلب عثار لليهود (1: 23). بطرس، أوّل الرسل، يقصي (المشروع) ويرفضه ويقول: (حاشى لك يا رب (يا يسوع) من هذا المصير!) ويجيبه يسوع: (إذهب خلفي يا شيطان، فأنت عثار لي) (متّى 16: 23). في 1 كور 1: 23 وفي متّى 16: ،23 ترد اللفظة ذاتها skandalon (سكانذالون)، حجر عثرة، للتعبير عن المضمون ذاته: بطرس حجر عثرة ليسوع لأن الرسول، بشري الافاق، يرفض الصليب ليسوع، والصليب حجر عثرة لليهود أمام (مشيحانية) الناصري ابن مريم!

الصليب خيبة أمل عدد من محبي يسوع من رسل وتلاميذ، فقد تأمّلوا (مشيحًا) منتصرًا، امبراطورًا عسكريًا سياسيًا يبسط سيطرتهم على المعمور. ويعبّر تلميذا عماوس عن خيبة الرجاء: (ما يختصّ بيسوع الناصري: كان نبيّا مقتدرا على العمل والقول عند الله والشعب كلّه. كيف اسلمه عظماء كهنتنا ورؤساؤنا ليُحكم عليه بالموت، وكيف صلبوه! وكنّا نحن نرجو انّه هو الذي سيفتدي اسرائيل، ومع ذلك كلّه فهذا هو اليوم الثالث مذ جرت تلك الامور..) (لو24: 19- 21)، وسأل الرسل والتلاميذ المجتمعون المصلوب القائم من القبر: (أفي هذا الزمان تردّ الملك إلى اسرائيل؟) (أع 1: 6 – 7)، ومنهم من كان له ثلثا الخاطر في تنصيب يسوع ملكا،بناء على طلب الجماهير التي اشبعها من الخبز والسمك (عن يو 6: ،15 مت 14: ،22 مر6: 45)، وما خطر على بال الجموع ان يسوع هو (الخبز الحي) وان من الرموز التي ستشير اليه وإلى المسيحية الصليب والسمكة. واهتز الرسل طربا لمشروع المشيح الملك (ميلخ هاماشياح) الذي يخضع الشعوب للامة العبرية (عن مز 47 (46): 4) وحلموا بأنفسهم وزراء في مملكته في هذا الجيل، ولكنه وعدهم بشرب الكأس المرّة في هذه الحياة وبالتواضع طريقا إلى المجد، وبأنهم لن (يدينوا الاسباط) الا في (جيل التجديد) لا في الوقت المعاصر! في كل هذه الحسابات، فاتتهم نصوص نبوّة أشعيا عن (عبد الرب المتألم) (خصوصا الفصل 53) والمزمور 32 (22) ولقب (ابن الانسان) (عن دانيال 7: 13) المنطوي على التواضع، ولكن يتكلل ذلك التواضع بالبهاء والمجد! ألم يذكروا ان (ابن الانسان)أحبّ القاب يسوع اليه؟

هل تبحث عن  بيلاطس والحكم على المسيح

أمّا الغرباء والاعداء من اليهود، فقد رأوا في صليب يسوع ما ينسف (مشيحانيته). فقطعوا اسمه من (يشواع) (الذي يفيد الخلاص) إلى (يشو) في التلمود وسائر كتاباتهم وأشاروا اليه بلفظة التحقير (ها تلوي) أي (المعلّق على الخشبة) وعلّل التلمود البابلي (تعليق يسوع، عشية الفصح.. بأنه أغوى اسرائيل بالسحر)(35).

ويفيد تاريخ الكنيسة، في قديمه وحديثه، ان عددًا من البدع تتنكر للصليب وتتجاهله وتشنّع به، ولعلّها في ذلك نابعة عن اليهودية التلمودية الحاخامية التي ما تورعت عن الطعن بالمصلوب وبوالدته وبالكنيسة.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي