الإصحَاحُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ



الإصحَاحُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ]]>

الإصحَاحُالْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ

خطابالسيد المسيح عن خراب أورشليم وإنقضاء الدهر يوم ثلاثاء البصخة (متى 24، 25؛ 1:26،2)

(مت25 مت1:26،2)

سبق وأعطى المسيح علامات النهاية وعلامة إقترابالملكوت وهنا يعطينا مفاهيم حية للملكوت. هو إستمر في حديثه السابق ليحدد من الذييدخل هذا الملكوت.

(مت1:25-13) مثل العذارى الحكيمات

(مت1:25-13):”حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس.وكان خمس منهن حكيمات وخمس جاهلات. أما الجاهلات فأخذن مصابيحهن ولم يأخذن معهنزيتاً. وأما الحكيمات فأخذن زيتا في آنيتهن مع مصابيحهن. وفيما أبطأ العريس نعسنجميعهن ونمن. ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه. فقامت جميعأولئك العذارى واصلحن مصابيحهن. فقالت الجاهلات للحكيمات أعطيننا من زيتكن فانمصابيحنا تنطفئ. فأجابت الحكيمات قائلات لعله لا يكفي لنا ولكن بل اذهبن إلىالباعة وابتعن لكن. وفيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلىالعرس واغلق الباب. أخيراً جاءت بقية العذارى أيضاً قائلات يا سيد يا سيد افتحلنا. فأجاب وقال الحق أقول لكن أني ما أعرفكن. فاسهروا إذاً لأنكم لا تعرفون اليومولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان.”

أخذالمسيح المثل من عادة يهودية، فكان العريس يأتي مع أصدقائه ليأخذ العروس ومعهاصديقاتها العذارى اللواتي يضئن الطريق بالمصابيح. وتقرأ الكنيسة فصل هذا الإنجيلفي صلاة نصف الليل، ليتذكر كل من يصلي أنه يجب أن يكون مستعداً لإنتظار العريس،مهتماً أن يكون كإحدى العذارى الحكيمات. ويبدأ المثل بقوله حينئذ= أي أنالسيد بعد أن أنهى حديثه عن العلامات الخاصة بالمجيء الثاني يريد أن يشير أن هذاالمثل لهو إستمرار لحديثه الخطير.. ليميز كل سامع هل هو من الحكيمات أو هو منالجاهلات ليعرف هل نصيبه هو الملكوت أم سيقف خارجاً ومن ملَّك المسيح على قلبه هناسيملك المسيح عليه في ملكوته، أي يكون نصيبه ملكوت السموات= العُرس. (راجعقطع نصف الليل). وفيما يلي محاولة لشرح رموز هذا المثل.

العريس=هو الربيسوع.

العذارى=هن جماعةالنفوس المؤمنة أي الكنيسة وعمل العذارى أن يستقبلن العريس بنور الإيمان والرجاءوالمحبة. ولقب العذراوية لا ينطبق عادة على المتزوجين، ولكن المقصود بهذا التعبير،طهارة النفس الكاملة. وبولس الرسول في (2كو2:11) يقول خطبتكم لرجل واحد لأقدمعذراء عفيفة للمسيح، وهو يكلم كل أهل كورنثوس، متزوجين وغير متزوجين. المقصود هناأن النفس لا تعرف لها إلهاً سوى المسيح وغير متعبدة لأي شهوة عالمية، بل متحررة منكل خطية. العذراء تكون مكرسة لعريسها فقط، ونحن صرنا مكرسين للمسيح بواسطة سرالميرون. ولذلك تمثل الكنيسة كلها بعشر عذارى.

عشر=عدد كامليرمز للكنيسة كلها، التي إجتازت المعمودية ودهنت بزيت الميرون.

الحكيمات=من ملأنآنيتهن أي قلوبهم بزيت النعمة، أي يمتلئ القلب بالروح القدس فتستنير النفس بالربوتتمسك بحبه. عندما تنشأ علاقة بين المسيح والنفس، تقدم النفس عبادة حارة ولكنهناك من يحزن الروح القدس ويطفئه. فنحن في الميرون نحصل على نعمة محددة، بجهادناتزيد (لذلك يقول إمتلئوا بالروح) وبإستهتارنا تقل (لذلك يقول لا تطفئوا الروح).

الجاهلات=تركن القلبفارغاَ ونسين حقيقة مجيء الرب ولهون بمحبة العالم. لهم المسيحية الإسمية، أمّاالقلب فخالي من المحبة. هؤلاء أطفأن الروح.

نعسن=هل علىالمؤمن ألاّ ينام؟ قطعاً ليس هذا هو المقصود. ولكن الحكيمات ينعسن وهم ممتلئونسلاماً حقيقياً “فالرب يعطي لأحبائه نوماً” قال عنه سفر النشيد”أنا نائمة وقلبي مستيقظ”. أمّا الجاهلات فهن يتمتعن بسلام مزيف قال عنهالنبي (أر12:5+ 13:6،14+ 11:8+ حز6:13،10). وراجع أيضاً (مز2:127+ نش2:5). بالنسبةللجاهلات فهن نسين أن الرب سيأتي فلهون في العالم. ولكن علينا أن لا تفارقنا حقيقةأن الرب قادم وفجأة. نعسن ونمن= إذاً إشارة للموت.

المصابيح=هي حياتي.وهناك من حياته مستنيرة وصار نوراً للعالم. وهناك من يسلك في شهوات هذا العالمخاضعاً لسلطان الظلمة.

صراخ=أصوات الملائكة بالبوق الأخيرتنادي للأبرار بالخلاص وللأشرار بالدينونة.

الزيت=هو نعمةالروح القدس، وهذه نأخذها في سر الميرون، ولكن من يجاهد يمتلئ لذلك يقول بولسالرسول (إمتلأوا بالروح، إضرم موهبة الله التي فيك بوضع يدي، وهذه الأخيرة قالهالتلميذه تيموثاوس) ويحذرنا من أن نقاوم الروح القدس .. .. .. لا تحزنوا الروح.. لاتطفئوا الروح. فبجهادنا تنسكب النعمة فينا. ومن لا يجاهد تنطفئ النعمة التي فيه.فنحن إذاً من خلال جهادنا إمّا نملأ مصابيحنا أو نطفئها. ولاحظ أن الجاهلات كانلهن رغبة أن يدخلن لكنهن لم يدخلن لأنهن لم يسمعن لصوت إبن الله ولم يجاهدن بل هننعسن، فالرغبة وحدها لا تكفي. ونلاحظ أنهن أخطأن إذ تصورن أنه يمكنهن الحصول علىالزيت في أي وقت والسبب بسيط أن النفس التي تعودت على الإستهتار والتراخي يصعبعليها أن تقوم فجأة وتبدأ الجهاد. لذلك يطلب المسيح منا السهر، أي عدم التراخي حتىتكون آنيتنا مملوءة زيتاً بصفة مستمرة.

الباعة=المسيح هو المصدر الوحيد وهو يبيع مجاناً (يو37:7-39+رؤ17:3،18+ رؤ17:22+ أش1:55) والمسيح أعطانا وسائط النعمة وهي بلا ثمن. لكن لافرصة للشراء من هذه العطية المجانية سوى في هذه الحياة. أمّا العذارى الجاهلاتفأردن أن يشترين بعد فوات الأوان، بعد مجيء العريس= بعد أن نغادر نحن هذه الحياة،أو يأتي العريس فجأة في مجيئه الثاني.

إنطفأتمصابيح الجاهلات= كانالواجب على كل نفس أن تضرم هذه الموهبة التي أخذتها من الله (2تي6:1). ولكنالجاهلات خدعن أنفسهن معتمدات على أن لهن المواعيد أو هن قادرات على أن يمتلئن فيأي وقت. ولكن الرياء سريعاً ما ينكشف وهو لا يدوم. والذين أهملوا نعمة روح اللهسينكشفون في نور الرب.

أعطينامن زيتكن= هذاخطأ فلا يوجد إنسان قادر أن يعطيني الإمتلاء، فهذا يعتمد على جهادي الشخصي، ولاوسيلة سوى طلب الإمتلاء من المسيح (يو37:7-39+ 2تي6:1).

لايكفينا وإياكن= لايوجد إنسان له قداسة تزيد عن حاجته إذاً لا توجد بدعة زوائد فضائل القديسين.

نصفالليل= ساعةلا ينتظره فيها أحد، ويكون الناس في أضعف درجات الإستعداد.

إنيما أعرفكن= مايحدث مع العذارى هو إمتداد لما مارسوه على الأرض، فالحكيمات يتمتعن بالحياةالجديدة كحياة شركة وإتحاد مارسنها على الأرض مع العريس، أما الجاهلات فلا خبرةلهن بالعريس، فهن عشن على الأرض خارج أبواب هذه الشركة حتى وإن كان لهن منظرالحياة التعبدية.

مصابيح=من إمتلأبالروح سيظهر هذا في حياته وأعماله ويكون نوراً للعالم، ويرى الناس أعماله ويمجدواالآب الذي في السموات (مت16:5+ لو35:12).

أغلقالباب= ثباتالقرار، فما عاد الأبرار يخرجون، ولا الأشرار ولا الشيطان يدخلون.

والمستعداتدخلن= وصاروافي أمان، لا يستطيع أحد أن يخطفهن.

رقم5= يشيرللحواس الخمسة وأصابع اليد الخمسة وأصابع القدم الخمسة أي يشير لمسئولية الإنسان،فالحواس هي التي أتعرف بها على العالم، وأنا مسئول عن كل ما يدخل إلى القلب عنطريق حواسي الخمسة، فهناك من يقدس سمعه رافضاً أن يسمع أي شئ يدنسه، وهناك من يفتحأذنه لسماع أي شئ فيتدنس، هذه مسئوليتي، وهناك من يستعمل لسانه في التسبيح فيتقدسقلبه، وهناك من يستعمل لسانه في الذم والنم والشتيمة والكذب.. الخ فيدنس قلبه(يع5:3) وأصابع اليد تشير لأعمالي وأصابع القدم تشير لإتجاهاتي وأنا المسئولعنهما. إلاّ أن رقم 5 يشير للنعمة، فالمسيح أشبع 5000 من 5خبزات. والمعنى أن منيجاهد ليضبط ويقدس حواسه وأعماله وإتجاهاته يمتلئ ويشبع من النعمة ويملأ مصباحهفيكون مستعداً للقاء العريس.

(مت 14:25-30) مثلالوزنات

(مت14:25-30):”وكأنما إنسان مسافر دعا عبيده وسلمهم أمواله. فأعطى واحدا خمس وزنات وآخروزنتين وآخر وزنة كل واحد على قدر طاقته وسافر للوقت. فمضى الذي اخذ الخمس وزناتوتاجر بها فربح خمس وزنات آخر. وهكذا الذي اخذ الوزنتين ربح أيضاً وزنتين أخريين.وأما الذي اخذ الوزنة فمضى وحفر في الأرض وأخفى فضة سيده. وبعد زمان طويل آتى سيدأولئك العبيد وحاسبهم. فجاء الذي اخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات آخر قائلاً ياسيد خمس وزنات سلمتني هوذا خمس وزنات آخر ربحتها فوقها. فقال له سيده نعما أيهاالعبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك.ثم جاء الذي اخذ الوزنتين وقال يا سيد وزنتين سلمتني هوذا وزنتان أخريان ربحتهمافوقهما. قال له سيده نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل فأقيمكعلى الكثير ادخل إلى فرح سيدك. ثم جاء أيضاً الذي اخذ الوزنة الواحدة وقال يا سيدعرفت انك إنسان قاس تحصد حيث لم تزرع وتجمع حيث لم تبذر. فخفت ومضيت وأخفيت وزنتكفي الأرض هوذا الذي لك. فأجاب سيده وقال له أيها العبد الشرير والكسلان عرفت أنياحصد حيث لم ازرع واجمع من حيث لم ابذر. فكان ينبغي أن تضع فضتي عند الصيارفة فعندمجيئي كنت اخذ الذي لي مع ربا. فخذوا منه الوزنة وأعطوها للذي له العشر وزنات. لأنكل من له يعطى فيزداد ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه. والعبد البطال اطرحوه إلىالظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.”

مثلالعذارى يتحدث عن إنتظار الرب والإمتلاء من النعمة ومثل الوزنات يتحدث عن الأعمال.والسيد هنا يوضح أن هناك حساب على أعمالنا والوزنات التي بين أيدينا. والإنسانالمسافر هو المسيح الذي صعد للسماء، والمال الذي سلمه لعبيده هو كل ما أعطانا منمواهب روحية وعطايا روحية ومواهب جسدية ونفسية، نجاهد بها في حياتنا لنربح بهالله. فالمسيح أعطانا جسده ودمه، وأرسل لنا الروح القدس، وأسس لنا كنيسة بأسرارهاوأعطى كل واحد مواهب وعطايا حسب إحتياجه وعلى قدر طاقته. هناك من أخذ خمسة وهناكمن أخذ إثنين وهناك من أخذ واحدة، فهو لا يبخل على أحد بعطاياه، ولا يحابي أحداًعلى حساب آخر، لكنه يعرف طاقة كل واحد ويوزع بحسب طاقة كل واحد. فما قدمه لنا اللهمن مواهب لم يقدمها إعتباطاً وإنما هو يعرف ما يناسب كل عضو لخلاص وخدمة الكنيسة.وهذا يدفعنا ألا نتكبر على أصحاب المواهب الأقل ولا نحسد أصحاب المواهب الأكثر،إنما نشكر صاحب المواهب.. يكفي أنها من يديه (1كو4:21-6) لكن الكل يأخذ (1بط10:4).

الوزنات=مالنا/مواهبنا/ وقتنا/ صحتنا/ نفوذنا/ معرفتنا/ تعليمنا/ محبتنا/ إمكانياتنا العقليةوالجسدية العضلية ومشاعرنا/ ذاكرتنا/ قوتنا.

سافرللوقت= ترككل واحد بحريته.

(آية19): وبعد زمان طويل

= أي بعد إنتهاء زمان هذه الحياة.

واللهينتظر من كل منّا أن يعمل بأمانة فيربح نفوس للمسيح ويشهد له ويكون سبباً لمجدالله الآب (مت16:5). ومن يربح هنا دخل إلى فرح سيده، بل نال الوزنة التي أهملهاالعبد الكسلان. أمّا صاحب الوزنة إذ أهمل وعاش عاطلاً فهو ليس فقط لم يربح وزنةأخرى وإنما هو سقط في خطية أخرى، فالخطية تلد خطية، وهنا نجد أن هذا العبد البطالإتهم سيده بالقسوة والظلم، وهي عادة قديمة، إذ حينما أخطأ آدم نسب لله الخطأ”المرأة التي أعطيتني..” فحياة الكسل والبطالة خطية وهذه سلمته لخطيةأخرى وهي إتهام سيده بالقسوة.. وهذه سلمته لخطية الخوف. فكل خطية تبدو بسيطة وغيرهامة تقود إلى خطايا أخطر، لذا وجب أن نقاوم كل خطية مهما بدت بسيطة. وهذا ما نبهالله قايين إليه فخطية قايين الأولى الحسد وهذا أسلمه للغضب وهذا أسلمه للتفكير فيالقتل وهذا أسلمه للتنفيذ وبعد ذلك أيضاً تبجح على الله قائلاً “أحارسٌ أنالأخي” ثم هرب من الله نهائياً. لذلك ومن بداية الطريق نبه قايين قائلاً”إن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك إشتياقها وأنت تسود عليها” ولوكان قايين قد توقف عند أول خطية بسيطة ما حدث بعد ذلك كل هذا.

تحصدحيث لا تزرع= هذاكذب لأن سيده أعطاه كما أعطى لرفقائه.

إنسانقاسٍ= هنانرى تمرده وإتهامه الظالم لسيده.

خفت=لو كان يحبسيده ما كان قد خاف، فالمحبة تطرد الخوف. ولو خاف حقيقة لكان قد عمل وإستيقظ منكسله. ولكنه هنا يمثل من يعتذر دائماً أنه غير قادر على حفظ وصايا الله بينما هولو حاول لوجد أن نعمة الله تسنده، أو من يعتذر عن أي خدمة لله بدعوى أنه غير قادرولو حاول لوجد أن الله يسنده. خفت هذه ضد ما قاله الرسول بولس “أستطيع كل شئفي المسيح الذي يقويني”

عرفتأنك إنسان قاسٍ= بالعكسفهو لم يعرفه، هو لم يعرف الله، هذه تصورات قلبه لأن عينه مغلقة بسبب خطاياه.

إخفاءالوزنة= مثلمن يحافظ على صحته ويرفض الخدمة لئلاّ يُرهق.

منله يعطي ويزاد= فكلمن يتاجر بمواهب الروح يعطي له أكثر وتزداد له البركات الروحية بفيض. وداود أخذوزنات شاول حين ثبت أن شاول غير أمين في وزناته. أما من ليس له محبة الله، ويسلكفي شهواته فالله يحرمه من مواهبه فهو لا يستحقها.

إدخلعلى فرح سيدك= هودخول العرس الأبدي.

إطرحوهإلى الظلمة الخارجية= هوإختار الظلمة الداخلية بخطاياه وكان أعمى لا يرى الرب فكان نصيبه هو ما إختارهلنفسه على الأرض، فلن يرى نور الله، وتكون له الظلمة الخارجية بعيداً عن نور اللهكما إختار لنفسه على الأرض الظلمة الداخلية. الظلمة الخارجية أي خارجاً عن أورشليمالسماوية التي ينيرها الرب يسوع (رؤ5:22) = العذاب الأبدي.

التفسير الرمزي:

صاحب الخمس وزنات يشير لمن قدس حواسه وأعمالهوإتجاهاته فربح خمس وزنات أخر أي حواسه الداخلية التي يتصل بها بالسماء. وصاحبالوزنتين يشير لمن عاش في محبة فرقم (2) يشير لتجسد المسيح الذي أتى ليجعل الإثنينواحداً وكان عمله بمحبة عجيبة، لذلك قدًّم السامري الصالح درهمين علامة محبتهللجريح والأرملة التي قدمت فلسين علامة محبتها لله وللمحتاجين وفي قبر المسيحوُجِدَ ملاكين علامة محبة السمائيين مع الأرضيين إذاً هذا يشير لمن أحب اللهوالناس فهذا تضاعفت محبته لله وللناس، أمّا صاحب الوزنة التي دفنها في الترابفيشير لإنسان أناني متقوقع حول ذاته محب لذاته فقط، غير مرتبط بحب الله ولا الناس،إنسان أرضي لم يستطع أن يرتفع نحو السماء حيث الحب، بل عاش في الأرضيات ولذاتالعالم الترابي يشبع لذاته وشهواته من اللذات الترابية ويفسد نفسه ويخنقها إذيدفنها في شهوات الجسد الترابي فلا ينتفع روحياً وحتى جسده يهلك فيفقد السماءوالأرض معاً.

الصيارفة= حيث تستخدم الأموال فيالتجارة لتربح. وهؤلاء يشيرون للمرشدين الروحيين الذين كانوا سيرشدونه لأن يقدمخدمات بمحبة للآخرين، فيربح نفس لله= ربا.

(مت31:25-46) مجيء إبن الإنسان

(مت31:25-46):”ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس علىكرسي مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخرافمن الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عنيمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعتفأطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فآويتموني. عرياناً فكسيتموني مريضاًفزرتموني محبوساً فأتيتم إلىّ. فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين يا رب متى رأيناكجائعاً فأطعمناك أو عطشاناً فسقيناك. ومتى رأيناك غريباً فآويناك أو عرياناًفكسوناك. ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك. فيجيب الملك ويقول لهم الحقأقول لكم بما إنكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم. ثم يقول أيضاًللذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته.لأني جعت فلم تطعموني عطشت فلم تسقوني. كنت غريباً فلم تأووني عريانا فلم تكسونيمريضا ومحبوسا فلم تزوروني. حينئذ يجيبونه هم أيضاً قائلين يا رب متى رأيناكجائعاً أو عطشاناً أو غريباً أو عرياناً أو مريضاً أو محبوساً ولم نخدمك. فيجيبهمقائلاً الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي لم تفعلوا. فيمضيهؤلاء إلى عذاب ابدي والأبرار إلى حياة أبدية.”

المسيحإبن الإنسان يأتي في مجده للدينونة (يو22:5). ويعطي المجد للإنسان البار ويلقيالأشرار في عذاب أبدي. وهو يهب هذا المجد لمن قدموا حباً للصغار كما لو كانوايقدمونه للمسيح. فالعذاب هو لغير المؤمنين أو للمؤمنين غير الرحماء.

(آية32):الخراف بيضاء تشير للبر (رؤ14:7+ أش18:1+ مز7:51). أمّا الجداء فلونها أسود وهذااللون يشير للخطية (أر23:13). ونحن كلنا خطاة تميزنا خطيتنا باللون الأسود ولكن منتطهر بدم المسيح يبيض فيصير على يمين المسيح وهذه تأتي بالمعمودية والتوبةالمستمرة والثبات في المسيح وتناول جسده ودمه. الجداء= من سبق وأسماهم عذارىجاهلات. الخراف= العذارى الحكيمات.

(آية34): نرى هنا أن الملكوت معَّدْ للإنسان منذ تأسيس العالم. رثوا= ولم يقلخذوا فهم أبناء يرثون مجد أبيهم وليسوا غرباء.

(آية41):النار الأبدية هذه معدة لإبليس وملائكته. ولاحظ أنه لم يقل يا ملاعين أبي كما سبقوقال يا مباركي أبي، فهم السبب في لعنتهم وليس الآب. إذاً الله لم يُعِّدْ النارالأبدية للإنسان بل للشيطان، ولكن من يختار بنفسه أن يكون إبناً للشيطان يذهب معهللنار الأبدية (يو44:8+ 1يو10:3)


تم نسخ الرابط

هل تبحث عن  الحوت في الكتاب المقدس

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي