أرضي

أرضي

وهي ترجمة للكلمة اليونانية ” أبيجوس ” بمعنى “موجود على الأرض” أي ما يختص بالأرض أو بالحالة الحاضرة للوجود. وكلمة ” أبيجوس ” لا توجد في الترجمة السبعينية للعهد القديم، ولكنها توجد في اليونانية الكلاسيكية منذ زمن أفلاطون. كما توجد في بلوتارك (566 م) في العبارة المشهورة: “ماهو أرضي فمن النفس “. وهي تدل أصلًا على المكانية أي في الأرض أو على الأرض. وكلمة ” جي” (أي أرض) لا تمت بأي صلة للناحية الأخلاقية، فهي لا تحمل أي شبهة أخلاقية مثلما لكلمة ” كوزموس” (أي عالم) وبخاصة في كتابات الرسول يوحنا، وكلمة ” ساركس” (أي جسد ) في كتابات الرسول بولس، ولكنها تشير إلى نوع من المحدودية والضعف. وتدل – في بعض المواضع، كما تدل القرينة – على صبغة أخلاقية، وإن كان في العهد الجديد لا تختفي الدلالة المكانية:
1- نقرأ في إنجيل يوحنا (3: 12): “إن كنت قلت لكم الأرضيات أي الأشياء التي تتحقق على الأرض ، الأشياء التي تقع تحت بصر الإنسان، الحقائق التي يختبرها الإنسان ذاتيًا (مثل الميلاد الثاني) وذلك في مقابل ” السماويات ” أي الحقائق الموضوعية التي لا تدرك بالاختبار البشري، بل يلزم إعلانها من فوق (مثل أسرار مقاصد الله وخططه). فكلمة ” الأرضيات ” هنا لا تتضمن مقابلة أدبية مع ماهو سماوي أو روحي.
2- ” بيت خيمتنا الأرضي” (2 كو 5: 1) بمعنى الجسد الذي نلبسه على الأرض، بالمقابلة مع جسد القيامة الروحي “الذي من السماء” (2 كو 5: 2)، فالكلمة هنا أيضًا تدل على المكانية، لا على معنى أخلاقي.
3- ” مجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الأرضيات ” أي أن أفكارهم تتركز في الأرض، على مسرات الحياة الأرضية هنا.
4- ” ليست هذه الحكمة نازلة من فوق، بل هي أرضية ” (يع 3: 9) بمعنى أنها على مستوى الحياة على الأرض، مجرد حكمة بشرية ليس لها القدرة على السمو إلى مستوى الحكمة السماوية.
وفي الشاهدين الأخيرين، نجد المعنى المكاني مازال واضحًا، ولكن الكلمة تتجه نحو الأخلاقيات وتستعرض ما هو مضاد للروحيات.
وترد نفس الكلمة ” أرضية ” في كورنثوس الأولى (15: 4)، ” ومن على الأرض” (في 2: 10) . ” والذي من الأرض” (يو 3: 31) بالإشارة إلى يوحنا المعمدان بمحدوديته البشرية بالمقابلة مع ” الذي يأتي من السماء “. فأرضي، إذًا ، لها معنى مختلف عن ” ترابي ” أي مصنوع من الطين أو التراب (1 كو 15: 47).

هل تبحث عن  موسى واشتراك الكل في التقدمة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي