الشعر
ما ينبت من مسام البدن. وهو غطاء الرأس الطبيعي والشعر ينمو في كل الجسم باستثناء باطن اليدين والقدمين. حيث قيل إن البحث عن الشعر في باطن اليد هو علامة الجنون.
وشعر الإنسان ينمو في النهار أكثر من الليل. وهو ينمو بمقدار 12 ملليمتر تقريبًا في الشهر. وتتوقف درجة نموه على درجة حرارة الجو، فهو في الصيف أسرع نموًا منه في الشتاء، وفي النهار أكثر منه في الليل.
مدة حياة الشعر في رأس الإنسان لا تزيد عن سنتين، ثم تسقط. ويتساقط في اليوم الواحد من رأس الإنسان من 2 إلى 100 شعرة. والمسيح لكي يعرفنا مقدار اهتمام الله بنا، ذكر لنا أن شعرة واحدة من رؤوسنا لا تسقط بدون أبينا (لوقا 12:7؛ 21:18؛ أعمال 27:34).
وعادة ينمو شعر الذقن في الرجال أسرع من شعر رأسه. والله الخالق ميز بين مظهر كل من الرجل والمرأة. فالشعر القصير هو مظهر الرجل بينما الشعر الطويل هو المظهر الذي يجب أن يميز المرأة، ويعتبر الكتاب المقدس أن شعر المرأة هو مجدها (1كورنثوس 11 :14، 15).
ومن المناسبات التي استخدم فيها الشعر استخداما حسنًا يوم أن دهنت المرأة الخاطئة رجليّ المسيح بالطيب، ومسحتهما بشعر رأسها (لوقا 7: 38)، وهكذا فعلت أيضًا مريم أخت لعازر في مناسبة أخرى (يوحنا 21 :1-3). كما أن النذير في العهد القديم كان يرخي شعره، ولا يحلقه أبدًا إلا في باب خيمة الاجتماع، يوم تكمل الأيام التي تعهد بأن ينتذر فيها للرب. يومها كان يقص شعره، ويضعه على المذبح، تحت الذبيحة مباشرة (سفر العدد6).
لكن من الجانب الآخر كان الشعر سبب موت اثنين من الشخصيات الهامة في تاريخ العهد القديم. واحد لأن شعره حُلق، والآخر لأنه لم يُحلق! فبسبب شعر أبشالوم الطويل، تعلق ذلك الشاب الفاسد المتمرد، من شعر رأسه في الشجرة الكثيفة الأغصان، ومرت البغلة من تحته، ومات (2صموئيل 18 :9-15). ومن الجانب الآخر فلأن دليلة قصت شعر شمشون، كان هذا سببًا لسجنه ومن ثم موته (قضاة16 :16 -30).
ونقرأ عن الحلق أو قص الشعر في الكتاب المقدس في أكثر من مناسبة: فيوسف حلق رأسه قبل أن يمثل أمام فرعون، وتبدلت الحال معه، من ذل وهوان وسجن، إلى مجد وكرامة وملك (تكوين 41 :14). وأبشالوم (الذي سبقت الإشارة إليه) كان يحلق شعره سنويًا (2صموئيل 14 :26)، وأكيلا (صديق الرسول بولس) حلق رأسه في كنخريا مبطلاً النذر الذي كان عليه (أعمال 18:18).
ويستخدم الشعر في الكتاب استخدامًا مجازيا للدلالة على كثرة العدد، ومع ذلك فإن المسيح يخبرنا بأن شعرة واحدة لا تهلك، بدون أبينا (لوقا12:7 ؛ 21:18)، مما يدل على مدى اهتمامه بنا. والمسيح يقول أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب (مزمور 69:4؛ يوحنا15:25).
والشعر يعتبر أيضًا مثالاً علي الضآلة وعدم الأهمية، وللتعبير على منتهى الدقة في الرماية يخبرنا الكتاب المقدس عن الذي يصوب على الشعرة ولا يخطئ (قضاة20:16). ومع ضآلة الشعرة كما ذكرنا الآن، فإن المسيح يقول لنا إن شعور رؤوسنا جميعها محصاة (متى 10:30)، يحصيها ذاك الذي يحصي كواكب السماء (مزمور 147 :4).
الشفة
الشِفَّة هي الجزء اللحمي الظاهر الذي يطبق على فم الإنسان ويستر الأسنان. وتعتبر الشفة أحد أعضاء الكلام، فهناك حروف تنطق بالحلق، وحروف أخرى تنطق بالحنك، وثالثة باللسان، ورابعة بالأسنان، وخامسة بالشفاه.
ومن أحرف الشفاه: الباء، والقاف والفاء والميم. وشفاه الإنسان الطبيعي مملوءة بالشر. فيقول الكتاب المقدس «سم الأصلال (أي الحيات الخطرة) تحت شفاههم» (رومية3:13). والإنسان «نجس الشفتين، (وهو) ساكن بين شعب نجس الشفتين» (إشعياء6:5).
على العكس من ذلك المسيح. فكل ما فيه جميل، ولا سيما شفتاه، ذاك الذي «انسكبت النعمة على شفتيه» (مزمور 45:2).
لكن بالولادة الجديدة من الله غيَّر الله طبيعتنا، وبدم المسيح على الصليب قدسنا، فتمت فينا كلماته لإشعياء «هذه قد مست شفتيك، فَانْتُزعَ إثمك وكفر عن خطيتك» (إشعياء 6:7).