الخط العام لقراءات فصول السنة الليتورجية
ج) الخط العام لقراءات فصول السنة الليتورجية:
كما تعلم أن السنة القبطية هي سنة زراعية مُقَسَّمةٌ حسب فصول الزراعة الثلاثة؛ وهي فصل الزراعة (الزروع والعشب ونبات الحقل)، ثم فصل الحصاد (الأهوية والثمار)، ثم فصل فيضان النيل (المياه). وقد استخدمت الكنيسة نفس هذه الفصول في تقويمها الليتورجي حتى تُشارِكنا في حياتنا اليومية، وتنقلنا من الواقع المادي إلى الحياة الأفضل. لذلك فقد قُسِّمَت فصول العام الليتورجي إلى ثلاثة فصول، موضوعها هو عمل الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس.
الفصل الأول (فصل الزراعة):
يُحَدِّثنا عن تدبير الآب لخلاص البشرية من خلال سر التجسد، وهو الذي يقابل فصل الزرع. فالزراعة هي عمل الآب الذي أرسل ابنه (حبة الحنطة) إلى العالم لتتحد بجسدنا الترابي في سر التجسد. ويُخْتَم هذا الفصل بميلاد السيد المسيح. ويغطى الأربعة شهور الأولى من السنة القبطية.
الفصل الثاني (فصل الحصاد):
وهو يُقابِل فصل الحصاد والجمع، وتقدم لنا فيه الكنيسة “نعمة الابن الوحيد” الذي أتى ليجمع كل شيء إلى واحد في جسده، ووضع خلاصًا وفداءً أبديًا بالصليب، وصار الباكورة المُقَدَّمَة عن العالم بالقيامة،وتقدم قراءات هذا الفصل شركتنا مع المسيح في جهاده (الصوم الأربعيني)، وفي آلامه (أسبوع الآلام)، ثم في قيامته، وصعوده إلى السموات (الخماسين المقدسة).
الفصل الثالث (فصل فيضان النيل):
وهو يقابل فصل الفيضان (مياه الأنهار)، وتقدم لنا الكنيسةشركة وعطية الروح القدس؛ فالروح القدس يحل في الكنيسة ويفيض بالماء الحي لِيُتَمِّم خلاص البشرية. وهذا الفصل يُحَدِّثنا عن عمل أو فيضان الروح القدس ليعمل ويشهد من خلال الكنيسة جسد المسيح.
وفى نهاية هذا الجزء تستطيع أن تقول أن الموضوع العام للسنة الليتورجية هو خلاص البشرية، من خلال أسرار التدبير الإلهي: سر التجسد، وسر الفداء، وسر الكنيسة.