شهادة القديس بابياس أسقف هيرابوليس لوحي الإنجيل

Papias of Hierapolis بابياس أسقف هيرابوليس (60-130):

شهادة القديس بابياس أسقف هيرابوليس لوحي الإنجيل
هذا الرجل يقول عنه إيريناؤس (86) وجيروم (87) أنه كان تلميذًا للقديس يوحنا ورفيقًا لبوليكاربوس (86)، وكان أسقفًا لهيرابوليس فريجيه بآسيا الصغرى، وقد جمع التقاليد الشفوية من أفواه الرسل، مع أنه يعترف أيضًا، كما يقول يوسابيوس القيصرى (88) “أنه تقبل كلمات الرسل ممن تبعوهم ولكنه يقول إنه هو نفسه كان أحد المستمعين إلى أريستون والقس يوحنا”، وقد وضع كتابًا من خمس مقالات قبل سنة 130م في “تفسير أقوال Logia الرب”. وما وصلنا مما كتب عنه يؤكد معرفته بالإنجيل للقديس متى والقديس مرقس والقديس يوحنا. وقد اقتبس من الإنجيل للقديس يوحنا، بحسب ما نقل عنه إيريناؤس ضمن فقرة طويلة قوله “قال الرب في بيت أبى منازل كثيرة (89)”.
وقال عن الإنجيل للقديس متى: “وهكذا كتب متى الأقوال Logia الإلهية باللغة العبرية (اللهجة الآرامية) وفسرها كل واحد على قدر استطاعته (90)”.
وقال عن الإنجيل للقديس مرقس “إن مرقس إذ كان هو اللسان الناطق لبطرس كتب بدقة، ولو من غير ترتيب كل، ما تذكره عما قاله المسيح أو فعله، لأنه لا سمع للرب ولا أتبعه، ولكنه فيما بعد -كما قلت- أتبع بطرس الذي جعل تعاليمه مطابقة لاحتياج سامعيه، دون أن يقصد بأن يجعل أحاديث الرب مرتبطة ببعضها، ولذلك لم يرتكب أي خطأ إذ كتب -على هذا الوجه- ما تذكره. لأنه كان يحرص على أمر واحد: أن لا يحذف شيئًا مما سمعه، وأن لا يقرر أي شيء خطأ (91)”.
ويرجع فضل بابياس في أنه كان أول مفسرًا أرثوذكسي لأقوال الرب وأول من يذكر لنا احتياج الكنيسة لمثل هذا التفسير، وأول من يذكر لنا أسماء مدوني الإنجيل بالاسم، وإن كان غالبية الآباء والعلماء لا يتفقون معه في قوله أن مرقس “لا سمع الرب ولا أتبعه” بل على العكس تمامًا، إذ يذكره بعضهم كواحد من الرسل السبعين، ويؤكد الغالبية العظمى أنه كان أحد الذين عاينوا الرب وأتبعه في البستان، فهو الشاب الذي كان يتبعه وهرب عاريًا وقت القبض عليه وكان منزل والدته “مريم أم يوحنا الملقب مرقس” (92) هو المنزل الذي حل فيه الروح القدس على التلاميذ ومقر الرسل في أورشليم ويرى كثيرون أنه المنزل الذي عمل فيه السيد الفصح مع تلاميذهوسنعود لدراسة هذا الموضوع في الفصل التالي.

هل تبحث عن  يحفظ هذه البتول من تبعة الخطيئة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي