الطريقة المُثلى للصلاة بالأجبية 1
لكي تصلي صلوات الأجبية بطريقة نموذجية صحيحة، وتستطيع أن تستفيد وتتعزى من صلوات الأجبية ولا تحس بثقل أو روتينية في تأديتها، توجد شروط وقواعد لذلك يمكن ذكر بعضها كالآتي:
1. لتكن لك أجبية خاصة بك في مخدعك لا يستعملها أحد غيرك واكتب على هوامشها بعض التفاسير والتأملات والملاحظات على المزامير والأناجيل وذلك من ثمرة قراءتك وسمعك للعظات والتعاليم، مما يساعدك على الفهم والتأمل أثناء الصلاة.
2. لتكن تلاوة الصلوات من الأجبية حتى لو كنت قد حفظتها عن ظهر قلب، لأن ذلك يجعلك تستخدم عدة حواس في الصلاة مما يجمع العقل ويمنع تشتيت الفكر، فالعينان تنظران في المكتوب واللسان ينطق والأذنان تسمعان والعقل يفكر في المعاني ويتأمل فيها، وهكذا تطبق اختبار الرسول بولس في الصلاة حينما يقول “أصلى بالروح وأصلى بالذهن أيضًا. أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضًا” (1كو 14: 15 ).
3. أتل صلواتك بصوت مسموع حتى تمنع نفسك من السرحان وتشتيت الفكر، فالرب يسوع حينما قال “متى صليت فادخل مخدعك وصل إلى أبيك إلذي في الخفاء وأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية” (مت 6: 6) لم يكن يقصد أن نؤدي صلواتنا في خفية تامة عن أسماع الناس وأنظارهم ونحاول ألا يسمعنا أو يرانا أحد حتى من أهلنا الذين يسكنون معنا في المنزل كمن يفعل جريمة أو شيئا غير لائق، ولكنه كان يقصد عدم التظاهر بالصلاة وتأديتها.
الطريقة المُثلى للصلاة بالأجبية 1
يقول الرسول بولسالقلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص” (10: 10) والاعتراف بالفم للرب بخلاصه وبركاته معناه النطق أمامه بكلمات الشكر والتسبيح والتمجيد على بركاته وإنعاماته الكثيرة، فيتقبل الرب منا هذا الشكر والتسبيح مثل ذبائح ومسمنات، ينصح هوشع النبي شعبه قائلا “قولوا له (للرب) ارفع كل إثم واقبل حسنا فنقدم عجول شفاهنا” (هو 14: 2) ويقول المرنم “أسبح الرب بتسبيح وأعظمه بحمد فيستطاب عند الرب أكثر من ثوربقر ذي قرون أظلاف (مز 69: 20) ” ويقول الرسول “فلنقدم له كل حين ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه مُعْتَرِفَة باسمه” (عب 13: 15).
4. تلاوة المزامير بصوت مسموع وبنوع من الترنم والتلحين شيء مهم ومطلوب لأنه يريح النفس ويعزيها، والمزامير أصلها تسابيح كانت تقدم على آلات العزف المختلفة بطريقة شعرية موزونة وبألحان جميلة.
ويقول القديس أثناسيوس الرسولي “لا يفوتنا أن نوضح السبب الذي يوجب ترتيل المزامير بنغم لا بتلاوة مجردة لأنه من اللائق تسبيح الله بالأسفار الشعرية كما أن الترنم بالمزامير يضفى أثرا طيبا على المرنم نفسه”.
وكان الآباء ومازالوا يهتمون بتنغيم المزامير أثناء صلواتهم لأنها تعطى النفس انسجاما وتحفظ الفكر من التشتت والسرحان.
إن الصلوات والتسابيح والألحان هو واقع سمائي تعيش فيه الكنيسة المجاهدة مشاركة حاملي قيثاراتالذهب في الكنيسة المنتصرة أمام الجالس على العرش.
وفى الكتاتيب القبطية القديمة كانت المزامير تسلم بطريقة صوتية كلحن أو ترتيل وليس دمجا أو سرا.
ونحن نقول في مقدمة المزاميرمن مزامير تراتيل معلمنا داود النبي “فالمزامير هى تراتيل تقال بالصوت المسموع حتى يتجمع الفكر وتنشط الحواس.
وكانت طريقة صلوات المزامير في مجامع الرهبان قديما تتم بأن يصلى كل راهب مزمورا بطريقة مرتلة ومنغمة والكل يصغون إليه في خشوع، وعندما ينتهي من ترتيل المزمور يبدأ غيره في ترتيل المزمور التالي وهكذا…
5. من المهم جدًا أن نتذكر عند بدء كل صلاة غرض الكنيسة من ترتيبها فمثلا صلاة الساعة السادسة رتبتها الكنيسة لتذكار صلب المسيح والتاسعة لتذكار موته المحيى وهكذا، وحاول أن تعيش جو المناسبة وأنت تصلى وتتأمل في مزامير وأناجيل وقطع الساعة وهى تتحدث كثيرا عن المناسبة التي وضعت لتذكارها.
6. أقرأ بعض التفاسير والتأملات الخاصة بالمزامير والأناجيل التي تصليها حتى تفهم الآيات الغامضة والمواقف الخاصة التي قيل فيها كل مزمور أو إنجيل، فإن هذا يساعدك على الصلاة بالمزامير ويحبب تلاوتها إلى نفسك، ويمكنك من الصلاة بالروح والذهن حسب نصيحة الرسول بولس “أصلى بالروح واصلي بالذهن أيضا. أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضًا” (1كو 45: 15).
7. لا تسرع كثيرا في تلاوة المزامير، فالسرعة تجعلك تتلعثم في نطق بعض الكلمات والآيات فتفقد الصلاة لذتها وروحانيتها، وتصبح الصلاة في مقام القانون الجاف أو مثل التعويذة التي ينطق بها الحاوي دون أن يفهم معانيها أو يتأمل كلماتها، وحاشا للصلاة أن تكون شيئا من ذلك، ويقول أحد القديسين “إن كنت أنت لا تفهم الكلام الذي تصلى به فكيف تطالب الله أن يسمعه ويستجيبه”.
8. ارفع يديك قدر استطاعتك أثناء الصلاة كذلك عينيك، خصوصا عند الآيات التي تذكر رفع اليدين أو العينين مثل “باسمك يا رب أرفع يديَّ فتمتلئ نفسي كما من شحم ودسم” (مز 63: 4 في صلاة باكر) “ارفعوا أيديكم في الليالي إلى القدس وباركوا الرب” (مز 134: 2 في صلاة النوم) “لتستقم صلاتي كالبخور قدامك. ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية” (مز 140: 2 في صلاة النوم) “إليك رفعت عيني يا ساكن السماء مثل عيون العبيد إلى أيدي سادتهم” (مز 122 من صلاة الغروب) ” أرفع يدي إلى وصاياك التي أحببتها جدا وأناجى بفرائضك ” (مز 119: 48 من صلاة نصف الليل).
ومع رفع عينيك ويديك إلى الله ترفع قلبك وفكرك ووجدانك ومشاعرك وكل كيانك فتعيش لحظات السماء على الأرض وتغلب في جهادك عماليق الشيطان المارد وكل جنوده كما فعل موسى النبي عندما صعد إلى الجبل ورفع كلتا يديه للصلاة ومعهما قلبه إلى الله طالبا النصرة على عماليق “وكان إذا رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب وإذا خفض يده أن عماليق يغلب، فلما صارت يدا موسى ثقيلتين أخذ هارون وحور حجرا ووضعاه تحته فجلس عليه، ودعم هارون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك فكانت يداه ثابتتين (في حالة ارتفاع) إلى غروب الشمس فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف” (خر 17: 11-13).
وعلى مثال يدي موسى ظلت يدا السيد المسيح معلقتين مرفوعتين ممدودتين على عود الصليب إلى غروب الشمس حينما أنزله يوسف الرامي من على الصليب، فانتصر الرب على الشيطان والخطية والعالم، وهكذا انتصر وغلب لنا ، وهو أيضا يستطيع أن يغلب فينا وبنا حينما نتخذه ناصرا ومعينا لنا ونرفع إليه أكف الضراعة ومعها عيوننا وقلوبنا ملتمسين رحمته ومعونته.
9. كرر بعض العبارات التي تستريح لها نفسك وتناسب حالتك أثناء الصلاة، فبينما أنت تصلى المزمور أو الإنجيل أو القطعة أو التحليل ووصلت إلى عبارة قوية ومناسبة لحالتك وقتئذ كررها عدة مرات وتفاعل معها ثم أكمل المزمور الذي تصليه، فهذا كفيل برفع العقل وتوليد الحرارة الروحية في القلب والوجدان.
هل تبحث عن  أليس هذا وكفى ياسيد

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي