جغرافيا الأرض المقدسة

جغرافيا الأرض المقدسة

أثّرت ظروف وجغرافيا ومناخ البلاد كثيراً على حياة وتاريخ بني إسرائيل.
شط الساحل: كان عبارة عن ممر وظل معظم الأحيان بعيداً عن سيطرة بني إسرائيل، الذين كانوا يفضلون ويبرعون في المناطق الجبلية في وسط البلاد. وطأت رجل الفلسطينيين القادمين من البحر في القرن 8-7 ق.م الشط الساحلي واستوطنوا في الجزء الجنوبي، أما شمالاً على سفح جبل الكرمل فكانت منطقة نفوذ الكنعانيين في صور وصيدا.
احتل واستطن سبط يهوذا الجزء الوعر جنوباً. احتمى في ظل الجبل والصحراء وبذلك كان يهرب من التأثيرات الخارجية.
أما قبائل الشمال التي كونت مملكة إسرائيل فاستوطنت في منطقة مفتوحة من ناحية على ممالك الكنعانيين (صور وصيدا) ومن ناحية أخرى على صحراء سوريا. وبذلك خضعت للتأثير الكبير للتيارين كليهما الكنعاني والسوري.
وكان يتوسط أراضي مملكة الشمال سهل الجليل الخصيب. واعتمدت مملكة الشمال كثيراً على منتجات هذا السهل الزراعية. وهذا يفسر غنى مملكة الشمال بالمقارنة مع مملكة الجنوب التي كانت معظم أراضيها جبال قاحلة. ولكن سكان سهل الجليل كانوا أكثر تعرضاً للعبادات الوثنية (طقوس الخصب…) مما كان سكان المناطق الجبلية (مملكة يهوذا).
بحيرة طبرية وسهل الأردن والبحر الميت: إنها عبارة عن منخفض عن مستوى البحر يصل طول البحر الميت إلى 80كم؛ على 392م تحت سطح البحر. ظاهرة “البخر” فيه عالية جداً، جعلت منه بحراً بلا حياة (نسبة الملوحة 25%) قسم لكل الملح على شاطئه بتذكر قصة زوجة لوط التي تحولت إلى تمثال من الملح (تك 19: 26).

شعب الله والأرض

تظهر قصص الآباء (إبراهيم اسحق- يعقوب) أن أرض إسرائيل مرتبطة بالوعد الإلهي. بالخروج من مصر في القرن الثالث عشر ق.م أصبحت قبائل بني إسرائيل شعباً وذلك عندما منحهم الله أرض الموعد التي تدر عسلاً ولبناً (خر3:8).
وبعد سليمان انقسمت المملكة (سنة 339). ولم يمس هذا الانقسام هذه الرؤية الخاصة بالأرض على أنها مباركة، وذلك دليل على وجود الله في وسطها. هذا الالتصاق بالأرض الموعودة والتمسك بها يسمح لنا أن نفهم مدى عمق المأساة والكارثة الإنسانية والدينية التي تعرّض لها الشعب عند السبي. وعندما يتعمق بنو إسرائيل أكثر وأكثر في الإيمان سوف يكتشفون أن وجود الله لا يتقيد بالضرورة ببلد أو وطن ما.
هل تبحث عن  مقدمة لسفر الخروج

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي