أصبحت أفسس بسرعة مركزاً مهماً للمسيحيين الأولين أيضاً. وقد زارها بولس زيارة خاطفة في أثناء سفرته التبشيرية الثانية، وفيها أقام صديقاه أكيلا وبريسكلا. وفي سفرته الثالثة قضى أكثر من سنتين في أفسس، وانتشرت الرسالة المسيحية في الولاية انتشاراً واسعاً. إذ ذاك أخذ ينخفض مبيع تماثيل ديانا الفضية وهدّد الخطر هذه التجارة الرائجة، فحصل شغب هائل.
ومن أفسس كتب بولس رسالتيه إلى كورنثوس. وربما منها أيضاً كتب بعض رسائل السجن (فيلبي، الخ). وفيها بقي تيموثاوس لتدبير الكنيسة بعد مغادرة بولس لها. وفيما بعد كتب بولس رسالةً إلى مؤمني أفسس. وإليها وُجِّهت إحدى الرسائل إلى الكنائس السبع في سفر الرؤيا. ويذهب التقليد إلى أن الرسول يوحنا استقرّ في أفسس مدّة طويلة.
أعمال 18: 19؛ 19؛ 20: 17؛ 1 كورنثوس 15: 32؛ 16: 8 و9؛ أفسس 1: 1؛ 1 تيموثاوس 1: 3؛ رؤيا 2: 1- 7
الرسالة إلى أهل أفسس
أما الغرض الأساسي في الرسالة فهو الكشف عن خطة الله التي ستبلغ ذروتها في “تدبير ملء الأزمنة” إذ “يجمع كل شيء في المسيح [رأساً للكلّ]، ما في السماوات وما على الأرض” (1: 10).
تكشف الرسالة (في الأصحاحات 1- 3) خطة الله العجيبة الكاملة. فالله الآب اختار المؤمنين. والمسيح ابن الله حرّرهم من خطاياهم، محطماً حواجز الجنسية والدين والحضارة. ثم إن روح الله عاملٌ في حيواتهم يقتادهم من قوّة إلى قوّة.
أما القسم الآخر من الرسالة (الأصحاحات 4- 6) فيدعو المؤمنين بالمسيح إلى حياةٍ تظهر فيها وحدتهم في المسيح من خلال محبتهم بعضهم لبعض. علينا أن نخرج من الظلمة ونسلك في النور.
ويستخدم بولس جملة صورٍ لإيضاح هذه الوحدة مع المسيح: الجسد، البناء، علاقة الزوج بالزوجة. وكل شيء في الحياة والاختبار البشري يُرى هنا في ضوء المسيح، بمحبته وموته على الصليب وصفحه وطُهره. وفي آخر الرسالة يدعو بولس المؤمنين قائلاً: “البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس”.