الدَرْج

استخدم الإنسان للكتابة الأحجار والطوب والخزف والمعادن والجلود وأوراق النباتات وجذوعها. ثم اخترع الورق من نبات البردي. ويرجح البعض أن قدماء المصريين استخدموا نبات البردي في هذا الغرض منذ ما قبل عصر الأسرات. وكانت الجلود أو الرقوق وكذلك الأوراق المصنوعة من البردي توصل ببعضها على شكل درج أو لفافة طويلة، يتراوح عرضها عادة ما بين عشر إلى اثنتي عشرة بوصة، أما طولها فقد يصل إلى ثلاثين أو أربعين قدمًا، وقد تزيد عن ذلك كثيرًا، فبردية “هاريس” المصرية يبلغ طولها 133 قدمًا وعرضها سبع عشرة بوصة، وكتاب الموتى 123 قدمًا وعرضه تسع عشرة بوصة. وكان يثبت طرفا اللفافة في عصوين من خشب، ثم تطوى اللفافة على إحداها، أو عليهما حتى يلتقيا في منتصف اللفافة. وكانت اللفافة تكتب عادة على وجه واحد، وأحيانًا على الوجهين (حز 2: 10؛ رؤ 5: 1). وكان القارئ يفض اللفافة من فوق أحدى العصوين ليطويها على العصا الأخرى حتى يصل إلى الجزء الذي يريد قراءته.
وكان الدرج يكتب في أعمدة رأسية، كل عمود بعرض بضع بوصات، تفصل بينها مسافات صغيرة. وكانوا يكتبون بأحبار ثابتة بدرجة مدهشة، فقد قاومت عوامل البلا طيلة هذه العصور.
وأول من حول الدرج إلى شكل الكتاب المألوف هم المسيحيون. ولم يعرف اليهود شك الكتاب حتى القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد،
.ومعظم لفائف البحر الميت من الرقوق المصنوعة من جلود حيوانات طاهرة. وكانت اللفائف تحفظ عادة في جرار من الفخار مثل التي وجدت في كهوف قمران Qumran scrolls.
تكررت الإشارات إلى الدرج في الأصحاح السادس والثلاثين من نبوة إرميا حين كتب باروخ أقوال الله كما أملاها عليه إرميا النبي، والأرجح أن ذلك الدرج كان من البردي، لأن الملك يهوياقيم شقه بمبراة وألقاه إلى النار (إرميا 36: 22و23). وقد أمر الرب حزقيال “أن يأكل الدرج المكتوب من داخل ومن قفاه” (حزقيال 2: 9-3:3) كما رأى زكريا النبي “درجًا طائرًا” (زك 5: 1و2).
يقول إشعياء النبي: “ويفنى كل جند السموات وتلتف السموات كدرج وكل جندها ينتثر كانتثار الورق من الكرمة والسقاط من التينة” (إش 34: 4؛ انظر رؤيا 6: 14).

هل تبحث عن  اتفاقية زواج على المائدة [9- 14]

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي