العرش

العرش هو المُلك أو سرير المُلك (أي كرسي الملك):
(أ) العرش في العهد القديم:

والكلمة في العبرية ” كِسَا ” من الفعل العبري ” كسا – يكسو” (وهو نفس الكلمة العربية لفظًا ومعنىً)، وقد يكون في ذلك إشارة إلى أن ” العرش ” كان يُكسى أو يغطَّى بمظلة.
وفي غالبية المواضع في العهد القديم باللغة العربية (ترجمة فانديك) تترجم هذه الكلمة ” بكرسي” (فيما عدا حزقيال 1: 26، 10: 1 حيث تترجم إلى ” عرش “). وتستخدم في سفر دانيال كلمة أرامية هي ” كرسي” (كما في العربية)، وتترجم إلى ” كرسي” (دانيال 5: 20) وإلى ” عروش” (دانيال 7: 9).
وقد رأى إشعياء النبي ” السيد جالسًا على كرسي عالٍ ومرتفع” (إش 6: 1)، رمزًا للقوة والسلطان، حيث يجلس الرب ” قاضيًا عادلًا” (مز 9: 4، 97: 2.. إلخ)، لأنه قدوس (مز 47: 28، إش 6: 3)، وستكون أورشليم “كرسي الرب” (إرميا 3: 17).
ويذكر العهد القديم ” كرسي فرعون” (تك 31: 40، خر 11: 5)، وكرسي ملك نينوى (يونان 3: 6)، وكرسي نبوخذ نصر (دانيال 5: 20)، وكرسي أحشويروش (أس 5: 1 و2)، وكرسي الوالي (نح 3: 7)، وكرسي الكاهن (1 صم 4: 13).
و ” الجلوس على الكرسي أو العرش ” يعني المُلك (2 صم 3: 10، 1 مل 1: 13). وقد وعد الله داود أن كرسيه يكون ” ثابتًا أمام الرب إلى الأبد” (1 مل 2: 45، مز 89: 36، إرميا 33: 17). وكان على الملك أن ” يُجرى حكمًا (عدلًا) وبرًا” (1 مل 10: 9، 2 أخ 9: 8، أم 29: 14).
وكان كرسي العرش – كرمز للسلطان – قابلًا للحمل والنقل، فقد جلس ملك إسرائيل وملك يهوذا، كل منهما على كرسيه ” عند مدخل باب السامرة” (1 مل 22: 10).
وقد أنذر إرميا النبي أن ملوك الشمال، سيأتون ” ويضعون كل واحد كرسيه في مدخل أبواب أورشليم” (إرميا 1: 15)، وأن نبوخذ نصر ملك بابل سيضع كرسيه عند باب بيت فرعون في تحفنحيس (إرميا 43: 10).
وكانت العروش أو كراسي الملوك كراسي فاخرة، فقد وُجد في أطلال قصر سنحاريب في نينوى عرش من الصخر البلوري. كما أن سليمان عمل ” كرسيًا عظيمًا من عاج وغشاه بذهب ابريز. وللكرسي ست درجات. وللكرسي رأس مستدير من ورائه، ويدان من هنا ومن هناك على مكان الجلوس، وأسدان واقفان بجانب اليدين، واثنا عشر أسدًا واقفة على الدرجات الست من هنا ومن هناك” (1 مل 10: 18 – 20). وكانت قاعة العرش تسمى “رواق القضاء” (1 مل 7: 7).
وعرش الملك ” توت عنخ آمون ” فرعون مصر – والمعروض في دار الآثار المصرية بالقاهرة – مصنوع من الخشب المغطي برقائق من الذهب ومطعم بالأحجار الكريمة.
وكان تتويج الملوك يتم في احتفال عظيم، وتقام الولائم الفاخرة (1 مل 1: 9)، مع الضرب بالأبواق وعزف الموسيقى، ويقوم رئيس الكهنة بمسح الملك بالدهن المقدس، كما حدث مع سليمان (1 مل 1: 32 – 40)، وهتاف الشعب ” يحى الملك ” مثلما حدث مع يوآش (2 مل 11: 4 – 20).
ويقول النبي ميخا بن يملة إنه رأى ” الرب جالسًا على كرسيه وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره” (مل 22: 19، انظر أيضًا مز 11: 4، رؤ 5: 11). وتوصف السماء بأنها ” كرسي الله” (إش 66: 1، انظر أيضًا أع 7: 49)، أو ” هيكله” (إش 6: 1، حز 43: 6 و7). ويصف حزقيال النبي ” كرسي الله ” وصفًا مجازيًا (حز 1: 26)، وكذلك يوحنا في رؤياه (رؤ 4: 3 – 6).
ويقول المرنم إن الرب جلس على الكرسي قاضيًا عادلًا” (مز 9: 4)، وهو الذي يقيم ملوك الأرض (أي 36: 7)، وهو الذي يبيدهم (حجي 2: 22). وكرسيه منذ الأزل وإلى الأبد (مز 93: 2، مراثي 5: 19)، ومملكته على الكل تسود (مز 103: 19).
ويتنبأ زكريا عن المسيا “الغصن” بأنه سيبني هيكله ” ويجلس ويتسلط على كرسيه” (زك 6: 13)، وسيجلس ” قديم الأيام ” على عرشه وألوف ألوف تخدمه، وربوات ربوات وقوف قدامه” (دانيال 7: 9 و10).
العرش

هل تبحث عن  طوبيت الحكيم

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي