دَنَس

تعتبر الشريعة الموسوية نجسًا أي شخص أو أي شيء يمس شخصًا نجسًا أو شيئًا نجسًا مثل جسم ميت أو ما أشبه (لا 17: 15) وكانت تفرض بعض الفروض والطقوس من غسل وغيره لإزالة مثل هذه النجاسة. وتعبر بعض الخطايا في العهد القديم نجاسة إذ أنها تنجس الإنسان من ناحية روحية، كالزنى مثلًا (لا 18: 20) والقتل (اش 59: 3) وعبادة الأوثان (حز 37: 23).
أما في العهد الجديد فقد علم الرب يسوع المسيح بأن النجاسة التي تمسّ النفس أو الروح أشد خطرًا وأعظم ضررًا على الإنسان من النجاسة الطقسية (مت 15: 18 و مر 7: 2 و 19) وقد سار الرسل في هذا السبيل سيرة المخلص في إبراز الخطر الذريع الكامن في النجاسة الروحية وفي بيان الأهمية العظمى للطهارة الروحية (رومية 12: 15 و يع 3: 6). وقد أعطى الله بطرس درسًا في الرؤيا بأن الفرائض الطقسية بحسب الشريعة الموسوية قد أصبحت في المسيح ولا أثر لها على المؤمن ولا سلطان لها عليه (أعمال 1عليه (أعمال 10: 11-15).
دَنَس
دنس ثوبه دنسًا ودناسة، توسخ وتلطخ،كما يقال دنس عرضه وخُلُقُه فهو دَنِس وجمعها أدناس. وأول مرة وردت فيها هذه الكلمة في الكتاب المقدس هي في قول يعقوب لرأوبين ابنه: “لأنك صعدت على مضجع أبيك. حينئذ دنسته” (تك 49: 4)، مشيرًا بذلك إلى اضطجاع رأوبين مع بلهة سرية أبيه (تك 35: 22). كما أمر الرب موسى ان يصنع مذبح الرب من حجارة غير منحوتة قائلًا له: “إذا رفعت عليها أزميلك تدنسها” (خر20: 25).
.كما كان الناموس ينهي شعب اسرائيل عن الأكل من الحيوانات والطيور والدبيب غير الطاهرة أو لمس جثثها: “لا تدنسوا أنفسكم بدبيب يدب ولا تتنجسوا به” (لا 11: 8 44، انظر أيضًا لا 7: 20و21). وكان اقتراف شيء من هذه الرجسات أو الخطايا يعتبر تدنيسًا لاسم الرب، يستوجب الموت (لا 18: 21، 19: 8و12 و29، 20: 3، 21: 4و6… الخ). كما كان عدم حفظ يوم السبت يعتبر تدنيسًا له (نح 13: 17و18).
أما في العهد الجديد فقد أعلن الله لبطرس أنه لم يعد لمثل هذه الطقوس والفرائض مكان في المسيحية، إذ قد حررنا المسيح منها بموته (رو 7: 6)، فقال له: “ما طهره الله لا تدنسه أنت” (أع 10: 15، 11: 9)، وأمره أن لا يقول: “عن إنسان ما أنه دنس أو نجس” (أع 10: 28).
وقد علم الرب تلاميذه أن “ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان” (مت 15: 11 20،مرقس7: 15 23). أي أن ما يدنس الإنسان وينجسه هو الخطية بالفكر أو بالقول أو بالعمل. وما أكثر الوصايا التي تحث المؤمنين على القداسة وتجنب كل دنس أي كل خطية (انظر مثلًا 2 كو 7: 1، 1 تي 6: 14و20، يع 1: 27، 2 بط 3: 14)، بل إن الرسول يهوذا يوصي بأن نبغض “حتى الثوب المدنس من الجسد” (يهوذا 23).
ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين عن الرب يسوع:”لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولادنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات” (عب7: 26). ويكتب الرسول بطرس:”عالمين أنكم افتديتم… بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح” (1بط1: 18و19). كما أن الرب سيحضر كنيسته لنفسه:”مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب” (أف5: 27)، فلن يدخل المدينة السماوية:”شيء دنس ولا ما يصنع رجسًا وكذبًا،إلا المكتوبين في سفر حياة الخروف” (رؤ21: 27).

هل تبحث عن  ما قلتش ليه 30 علشان ربنا كان فاتح السماء ..!!

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي