عَيْنَاهُ كَالْحَمَامِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ،
مَغْسُولَتَانِ بِاللَّبَنِ، جَالِسَتَانِ فِي وَقْبَيْهِمَا
( نشيد 5: 12 )
أنَّ أيوب وهو يتحدَّى أصحابه، أشار إلى غسل خطواته (أي أفعاله الخارجية) باللَّبن، ولم يستطع أن يُشير إلى غسل عينيه باللَّبن (والتي تُعبِّر عن الانعكاسات الداخلية في الكيان الإنساني)، فرغم أنَّه صاحب المقولة المشهورة: «عهدًا قطعتُ لعينيَّ، فكيفَ أتطلَّعُ في عذراء؟» ( أي 31: 1 )، إلاَّ أنَّه لم يجسر أن يقول إنَّه غسل عينيه باللَّبن، فمَن ذا الذي يجسر أن يدَّعي أنَّ عينيه لم تُبصرا قطّ أي شيء غير طاهر؟ واحدٌ فقط هو الذي يمكنه أن يقول ذلك، والذي وقف يومًا وتحدَّى سامعيه قائلاً: «مَن منكم يُبكِّتني على خطية؟» ( يو 8: 46 ). وإذ يُدرك حبقوق ذلك نسمعه يخاطبه قائلاً: «عيناكَ أطهر من أن تنظرا الشر، ولا تستطيع النظر إلى الجور» ( حب 1: 13 ).