فقد ورد فى سفر هوشع النبى “هَلُم نرجع إلى الرب لأنه هو افتَرَس فيشفينا، ضَرَََب فيجْبرنا. يحيينا بعد يومين فى اليوم الثالث يُقيمنا فنحيا أمامه” (هو 6: 1، 2).
أى أن الله الآب، فى المسيح، كان مصالحاً العالم لنفسه. والسيد المسيح إذ أخلى نفسه وكنائب عن البشرية، قد احتمل الآلام والموت وقبل هذه الكأس من يد الآب. وكنائب عن البشرية أيضاً قد دخل إلى مجده بالقيامة من الأموات. وهذه الكرامة قد نالها من يد الآب أيضاً. كما هو مكتوب عن الله ” يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان” (أى 5: 18). وبكل ما صنعه السيد المسيح قد صولحنا مع الله بموت ابنه وخلُصنا بحياته من الغضب والعداوة القديمة ورجعنا إلى الله وصرنا أولادًا له.
والعجيب فى هذه النبوة أنها قد أشارت إلى أن القيامة ستحدث فى أول اليوم الثالث، لأنها تقول: “بعد يومين فى اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه”، بمعنى أن اليوم الثالث لم يكتمل، بل القيامة بعد يومين: أى بعد اكتمال يومين وفى بداية اليوم الثالث تحدث القيامة.
وهذا ما ذكره القديس مرقس الإنجيلى عن قيامة السيد المسيح “وبعدما قام باكراً فى أول الأسبوع” (مر16: 9). وبهذا تطابقت نبوة هوشع النبى مع بشارة الإنجيل. لذلك نقول فى قانون الإيمان الأرثوذكسى {وقام من الأموات فى اليوم الثالث كما فى الكتب}.