اُجذبني وراءك فنجري
اُجذبني وراءك فنجري. أدخلني الملك إلى حجاله. نبتهج ونفرح بك نذكر حبك أكثر من الخمر. بالحق يحبونك (نش1: 4)

إنه لو أمكننا أن نقرأ قلب العروس التي تنطق بهذه الكلشمات « اجذبني وراءك فنجري » لرأينا رغبة شديدة عندها لتكون في قُرب من شخص الرب كأنها لا زالت بعيدة عنه. كأني أرى نبضات قلبها تصرخ قائلة « اجذبني » اجذبني أكثر ـ قربني منك أكثر يا سيدي. إن حنينها شديد لشركة أعمق ولقرب أشد. إن كلماتها هنا توافق ما نجده في كثير من المزامير « يا الله إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي. يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء … التصقت نفسي بك يمينك تعضدني » (مز63: 1،8). إن أوقات الشركة المباركة الصحيحة يلازمها دائماً الشوق الحار إلى ازدياد القرب من الرب. هل حالتك تنطبق على هذا يا نفسي؟ هل شركتك من هذا النوع السامي؟

يوجد ارتباط جميل بين جذب الرب إيانا وبين جرينا. « اجذبني » لكن لاحظ بدقة الكلمة التالية « وراءك ». إن هذه الكلمة « وراءك » كلمة مهمة. « وراءك » لا وراء أفكاري الخاصة، ولا وراء ما تحبه نفسي من الأمور العالمية، ولا حتى وراء أفضل الناس على الأرض، بل وراءك أنت. كما نجد ذلك في المزمور الجميل « جعلت الرب أمامي في كل حين » (مز16: 8) ولا يقول أحياناً، ولكن كل حين. كم يكون طريقنا على الأرض نقياً لو كانت هذه هي حالتنا. إنه لو كان الرب وحده أمامنا في كل حين لانفصلنا عن كل ما ليس من المسيح. ليتنا أيضاً عندما نصلي قائلين « اجذبني وراءك » نكون على استعداد لأن نضيف، مثل العروس وأصحابها، هذه الكلمة « فنجري ».

هل تبحث عن  نبذة عن الأنبا إبرآم آسقف الفيوم بصوت البابا شنودة الثالث

لكن لاحظ أيضاً فكراً آخر جميلاً هنا. إن الشخص الذي يَجذب يسير أولاً. فالرب يذهب أمام شعبه في البرية ويرى الخطر ويقابله قبل أن يصل شعبه إليه. كم من الأخطار يخلصنا منها الرب ونحن لا نعلم عنها شيئاً. « ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها والخراف تتبعه » (يو10: 4). قد يضع العدو لنا فخاً في الطريق التي نريد أن نسلكها. ولكن قائدنا الإلهي إذ يرى الفخ، يتحوّل إلى طريق أخرى، يقودنا إلى جهة أخرى فننجو من هذا الفخ الذي ربما يكون خطره علينا شديداً. ومع هذا لجهلي، قد أشعر باليأس والحزن لأن شيئاً قد حال دون وصولي إلى غرضي الذي كنت متجهاً إليه. تبارك اسمك يا رب! ليتنا على الدوام نجري وراءك، ووراءك وحدك.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي