admin
نشر منذ سنتين
6
<B>

شرح الكتاب المقدس – العهد القديم – القس أنطونيوس فكري

التثنية 18 – تفسير سفر التثنيه

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - التثنية 18 - تفسير سفر التثنيه

آية1، 2:- لا يكون للكهنة اللاويين كل سبط لاوي قسم ولا نصيب مع إسرائيل ياكلون و قائد الرب ونصيبه. فلا يكون له نصيب في وسط اخوته الرب هو نصيبه كما قال له.
الكهنة اللاويين = إحتار المفسرون في هذا التعبير الذي استخدمه موسى في سفر التثنية وتساءلوا لماذا لا يقول الكهنة أبناء هرون حتى أنهم إدعوا أن كاتب السفر شخص غير موسى وأنه لا يفهم في الناموس الموسوى ونظام الكهنوت!! لكن السبب كما قلنا أن موسى لا يتكلم هنا مع الكهنة أو اللاويين بل مع الشعب وبالنسبة للشعب فالكهنة هم من سبط لاوي أي لاويين. وواجب الشعب أن يهتم بالكهنة واللاويين عمومًا. فالكهنة واللاويين عملهم قاصر على الخدمة الروحية وعلى الشعب أن يهتم بهم.
وقائد الرب = فالكهنة يشتركون مع المذبح

آية3:-و هذا يكون حق الكهنة من الشعب من الذين يذبحون الذبائح بقرا كانت أو غنما يعطون الكاهن الساعد والفكين والكرش.
الساعد = ساق الرفيعة. الفكين = جزء من الرأس وهما مع الكرش أي الأمعاء لم يذكروا من قبل في سفر اللاويين وهما من الأجزاء الزهيدة الثمن وأعطاها موسى للكهنة هنا. اليهود يفهمون هذه الآية أنها على الحيوانات التي تذبح في البيوت للإستعمال الشخصي. فسفر اللاويين حدد الصدر والساق اليُمنى من ذبائح السلامة (لا32:7-34) وهكذا من ذبائح الخطية (لا14:10) للكهنة

آية4، 5:-و تعطيه اول حنطتك وخمرك وزيتك واول جزاز غنمك. لان الرب الهك قد اختاره من جميع اسباطك لكي يقف ليخدم باسم الرب هو وبنوه كل الأيام.
كان الربانيون يحددون الباكورات التي يعطيها الشخص للكهنة من كل نوع من الثمار.

الآيات 6-8:-و اذا جاء لاوي من أحد ابوابك من جميع إسرائيل حيث هو متغرب وجاء بكل رغبة نفسه إلى المكان الذي يختاره الرب.و خدم باسم الرب الهك مثل جميع اخوته اللاويين الواقفين هناك امام الرب.ياكلون اقساما متساوية عدا ما يبيعه عن ابائه.
كان للكهنة واللاويين 48 مدينة في إسرائيل مع مزارعها وضواحيها وكان بعض اللاويين يقيمون في مدنهم هذه للتعليم لباقي الشعب وبعضهم يخدمون في الهيكل. ومثال ذلك كان صموئيل النبي وأبوه مع أنهما لاويين من نسل قورح إلا أنهما كانا يُقيمان خارج شيلوه وكان أبوه يذهب سنويًا إلى شيلوه حيث الاجتماع وبعد ذلك نذرت أم صموئيل إبنها للإقامة الدائمة حيث الخيمة. وكان اللاويين الذين يقيمون في هذه المدن يملكون أرضًا ومواشى. والنص هنا يفيد أنه إذا كان هناك لاوى يملك أرضًا ورثها عن آبائه فإذا تنازل عن أرضه وباعها وأتى ليخدم في الهيكل كان عليهم أن يقبلوه بل يعطونه نصيبًا مثل باقي اللاويين ولا ينقصوا شيئًا من نصيبه بحجة أنه باع أرضه ومعهُ ثمنها ولاحظ تسمية الوحى للاوى الذي يملك أرض ويقيم فيها = حيث هو مُتغرب فقد إعتبره غريبًا لأن مكانه في الهيكل. ونحن غُرباء في هذا العالم وموطننا السماء ومن يعود لخدمة الهيكل ويعود لله سيكون له نصيبه حتى لو جاء في الساعة الحادية عشرة.

آية10،9:-متى دخلت الأرض التي يعطيك الرب الهك لا تتعلم ان تفعل مثل رجس اولئك الامم.لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار ولا من يعرف عرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر.
يجيز ابنه في النار = هذه كانت طقوس وثنية ولها نوعان
أ‌-يقدمون الأبناء كذبائح تُحرق بالنار إرضاء للآلهة.
ب‌- يمررونهم في نار مذابحهم التي يعتبرونها مقدسة حتى يطيلوا أعمار أولادهم وتباركهم الآلهة.
يعرف عرافة = يدعى علم الغيب ومثل هذا من يحاول معرفة الحظ والمستقبل عن طريق الكف أو النجوم. عائف = هي زجر طائر ليطير ويرى الناس الوجهة التي سيطير إليها الطائر فيتفاءلون أو يتشاءمون ومازالت هذه العادة باقية في التشاؤم من نعيق وصوات البوم. متفائل = يتفائل بشيء معين. ويُعرف المستقبل بقراءة الكأس أو الفنجان ومازالت هذه موجودة للآن فيمن يتشاءم من سقوط أنية وانكسارها. ولا ساحر أى يتعامل مع الشياطين صراحة ومازال هذا موجودًا في الأحجبة وفك الأعمال والتعاويذ. والمصريين والكلدانيين اشتهروا بأمور السحر

آية12،11:- و لا من يرقي رقية ولا من يسال جانا أو تابعة ولا من يستشير الموتى.لان كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب وبسبب هذه الارجاس الرب الهك طاردهم من امامك.
يرقى رقية = هي أن يردد المرء كلمات وعبارات وتعاويذ ظنًا أنها تجلب الشفاء والخير له أو لذويه. أو تابعة = الروح النجس الذي يظنون أنه يتبع المرء للإضرار به أو لإسعاده وقد يكشف هذا الروح بعض الأسرار لتابعيه لعمل بلبلة وسط الناس (أع16:16-18)
ولا من يستشير موتى = هم من يحاولون تحضير الأرواح وسؤالها وهذه تكون شياطين تضلل من يفعل ذلك. وكل ما أتى في الآيتين 11،10 يغضب الله وبسبب ذلك يطرد الأمم التي تفعلها, أما المؤمن فلا يهتم بالغد فهو يشعر أنه في يد إلهه يدبره بحكمة وللخير. وإذا فكر في المستقبل فهو يشتاق للسماء التي سيذهب إليها.

آية13:-تكون كاملا لدى الرب الهك.
تكون كاملًا = إذا لم نبحث عن المستقبل عند هؤلاء وكان لنا ثقة في الله الذي في يده مستقبلنا. ووضعنا كل ثقتنا فيه وإتكالنا عليه فهذا هو الكمال (أش19:8)

آية14:-ان هؤلاء الامم الذين تخلفهم يسمعون للعائفين والعرافين واما انت فلم يسمح لك الرب الهك هكذا.
هذه الآية تربط الآيات السابقة بالآيات الآتية التي تتنبأ صراحة عن المسيح وكأن الوحى يخبرنا عن الفرق بين من يسأل الشياطين وبين من هو تابع للمسيح. وكأنها تقول لمن يفعل هذه الأمور كفى تعامل مع الشياطين فالمسيح آت.
الذين يخلفهم = تأخذ الأرض خلفًا لهم أي بعد أن تطردهم منها.

آية15:-يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون.
هذه الآيات هي أوضح ما قيل في نبوات موسى عن المسيح وراجع (أع22:3 + أع37:7 + يو14:6+ 1بط10:1 + يو46،45:5 + يو41،40:7). ولاحظ مواصفات هذا النبي وأنها تنطبق على المسيح يقيم لك الرب = أي الله يدعوه ويختاره (عب4:5-6) والمسيح دائمًا كان يردد أبى أرسلنى (يو38:6-40) من وسطك = فهو سيأتي من إسرائيل ومن إخوتك(رو29:8 + عب11:2).
مثلى = أي مثل موسى أي إنسان مثله وهناك أوجه شبه عديدة بين المسيح وموسى فموسى رمز للمسيح:-
1-كلاهما من شعب إسرائيل من وسطهم ومن إخوتهم.
2-نجا كل منهما من مؤامرة أحد الملوك في طفولته وفي كل مؤامرة إستشهد أطفال كثيرين
3-موسى ترك القصر ليفتقد شعبه والمسيح أخلى ذاته ليفتقد شعبه وكلاهما فضّل أن يتألم مع شعبه
4-الشعب اليهودى رفض موسى قاضيًا ورفضوا المسيح ملكًا وكثيرًا ما تذمروا على المسيح وعلى موسى
5-أعمال كليهما صاحبها معجزات كثيرة
6-كلاهما أنقذ شعبه من العبودية
7-كلم الله شعبه عن طريق عبده موسى والمسيح هو كلمة الله
8-كلاهما وسيط بين الله والناس
9-موسى كان راعيًا للخراف والمسيح كان الراعي الصالح
10- كلاهما صام 40 يومًا
11- الله أعطى الشريعة لموسى على جبل والمسيح بدأ حياته العملية على جبل التطويبات
12- موسى وجهه لمع بعد ما تجلى له مجد الرب والمسيح تجلى مجده أمام تلاميذه
13- المسيح اختار 12 تلميذًا و70 رسولًا وموسى عين 12 رئيسًا للأسباط و70 شيخًا لمعاونته
14- موسى رحّب بألداد وميداد حين تنبآ والمسيح لم يمنع من يخرج الشياطين (لو50،49:9)
15- كلاهما بارك الشعب في نهاية خدمته
16- شفاعة موسى عن شعبه وكونه يفضل أن يموت عوض شعبه يشبه محبة المسيح في فدائه
17- مات كلاهما على جبل
18- كان موسى نبيًا وكذلك المسيح (تث15:18+ 10:34 + مر 15:6)
19- موسى كان ملكًا في يشورون (تث5:33) والمسيح أخذ كرسي داود أبيه (لو33،32:1)
20- موسى أخذ وظيفة كاهن (مز6:99) والمسيح كان رئيس كهنة
21- كلاهما كان وسيط عهد والعهدين كانا مختومين بالدم
22- موسى أسس كنيسة العهد القديم والمسيح أسس الكنيسة في العهد الجديد
23- موسى كان قاضيًا لشعبه والمسيح هو الديان.
24- لم يوجد في تاريخ البشرية من قدم الشريعة الإلهية سوى موسى والسيد المسيح.
هذا من ناحية الرمز لكن يجب ألا ننسى أن موسى نبى أرسله الله أما المسيح فإبن الله.
وموسى كان له ضعفاته أما المسيح فلم يكن له خطية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وشفاعة المسيح دائمة أبدًا وهي شفاعة كفارية أما شفاعة موسى فهي شفاعة توسلية.

آية16:-حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي ولا ارى هذه النار العظيمة أيضًا لئلا اموت.
لم يحتمل الشعب أن يرى مجد الله لئلا يموتوا فطلبوا من موسى أن يكون الوسيط

آية17:-قال لي الرب قد احسنوا فيما تكلموا.
أستصوب الله كلامهم لأنه يعلم أن الإنسان في خطيته لن يحتمل أن يرى مجد الله فكان لابد من وجود وسيط بين الله والناس يكلمه الله فمًا لفم مثل موسى وهو يكلمهم. وفي العهد الجديد صار المسيح هذا الوسيط فهو كلمة الله وأخذ جسدًا أخفى مجده حتى يكلمنا ولا نموت. لذلك أستصوب الله كلامهم لأنه كان بحسب خطته الإلهية في التجسد

آية18:-اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به.
المسيح هو النبي المنتظر، بل هو رب الأنبياء. وبسبب هذه النبوة قالوا ” هذا هو بالحقيقة النبي الآتى إلى العالم (يو14:6) وهم سألوا يوحنا المعمدان ” النبى أنت ” (يو21:1)

آية19:-و يكون ان الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه.
قارن مع (عب3:2 + 29:10 + 25:12 + رو13:2)

الآيات 20-22:-و اما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به أو الذي يتكلم باسم الهة اخرى فيموت ذلك النبي. ان قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب. فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه
تحذير من الأنبياء الكذبة. ولاحظ أن ضد المسيح سيأتي كنبى كاذب مدعيًا أنه المسيح مدعمًا أعماله بمعجزات (رؤ5:13) وقد يقف الناس حيارى أمام هذه المعجزات والنبوات والتعاليم المخادعة، ولكن الله يحدد هنا طريقة سهلة نحكم بها هى… هل يتحقق الكلام الذي يتنبأون به؟ إن لم يتحقق فهم كاذبون.
أيضًا هناك مبدأ عام:- هل ما يدعو إليه هذا النبي الكاذب يتفق مع أقوال الكتاب المقدس أو له تعاليم جديدة؟ هل يتفق مع الكنيسة وتعاليمها المسلمة لنا أم لا؟
هل تعاليم هذا النبي الكاذب تمجد الله وتمجد المسيح ابن الله وعمله أم لا؟ وهناك فرق واضح لا لبس فيه فالمسيح لن يأتي مرة أخرى كإنسان يظهر على الأرض بل هو أخبرنا أنه سيأتي في المجىء الثاني على السحاب في مجده (مت31:25) وهو يأتي للدينونة (مت32:25) وراجع (أع9:1-11).

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - التثنية 18 - تفسير سفر التثنيه

</B>

هل تبحث عن  قدسية الأسرار

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي