11 وفيما هما ذاهبتان اذا قوم من الحراس جاءوا الى المدينة واخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. 12 فاجتمعوا مع الشيوخ وتشاوروا واعطوا العسكر فضة كثيرة 13 قائلين.قولوا ان تلاميذه اتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام. 14 واذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين. 15 فاخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم.فشاع هذا القول عند اليهود الى هذا اليوم
16 واما الاحد عشر تلميذا فانطلقوا الى الجليل الى الجبل حيث امرهم يسوع. 17 ولما راوه سجدوا له ولكن بعضهم شكوا. 18 فتقدم يسوع وكلمهم قائلا.دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الارض. 19 فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. 20 وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر.امين
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ++++++
كانت قلوب تابعى المسيح متعلقة به، ولكن منعهم يوم السبت من الخروج إليه، لأنه يوم الراحة عند اليهود. ومع فجر الأحد، أسرعت إلى القبر اثنتان من النساء، هما مريم اﻟﻤﺠدلية ومريم الأخرى … من أجل محبة المرأتين للمسيح بزيارﺗﻬما لقبره، وهبهما أعظم مما كانتا تتخيلان، فعند وصولهما للقبر، ظهر ملاك عظيم بنور قوى، يقول التقليد الكنسى أنه رئيس الملائكة ميخائيل قد جاء ليعلن القيامة للبشرية، فدحرج الحجر الكبير من على القبر، وحدثت زلزلة رمزا لاهتزاز وسقوط الشهوات الأرضية، وبدء الحياة الجديدة لأولاد الله المؤمنين بقيامته، وجلس الملاك على الحجر ببهاء عظيم.
أعطى الملاك الذي أعلن الأخبار الطيبة للمرأتين، أربع رسائل :
(1) “لا تخافا”، فحقيقة القيامة تأتي بالفرح لا بالخوف. فعندما يعتريك الخوف، اذكر القبر الفارغ.
(2) “إنه ليس هنا”، فيسوع ليس مائتا ويجب ألا يبحث عنه بين الأموات، بل هو حي مع شعبه.
(3) “تعاليا وانظرا”، فكان في إمكانهما أن تتأكدا بنفسيهما، فالقبر فارغ، ومازال فارغا اليوم، فالقيامة حقيقة تاريخية.
(4) “اذهبا بسرعة وأخبرا”. كان عليهما أن تنشرا فرح القيامة. وعلينا نحن أيضا أن نذيع الأخبار عن قيامة الرب يسوع في نفوس اولاده.
+++ ثق أن كل محبة تقدمها لله، يعطيك مقابلا لها بركات ومحبة لا تتخيلها. فلا تستهن بصلاتك الصغيرة، أو قراءاتك حتى لو كان فهمك لها محدودا، أو بخدماتك مهما بدت ثانوية، فالله يهتم ﺑﻬا، بل هى غالية جدا عنده، ويكافئك عليها ببركات لا تتوقعها.
كان الرب يسوع يعني “بإخوتي” تلاميذه، مما يدل على أنه قد غفر لهم حتى بعد أن أنكروه وتخلوا عنه، بل إن علاقتهم به الآن، أقوى جدا مما كانت عليه من قبل.
كلف الرب يسوع المرأتين بحمل رسالة إلى التلاميذ : إنه سيقابلهم في الجليل كما سبق أن قال لهم (مر 14: 28). لكن التلاميذ ظلوا، خوفا من القادة الدينيين، مختبئين وراء أبواب مغلقة في أورشليم (يو 20: 19)، ولذلك قابلهم يسوع هناك أولا (لو 24: 36)، وبعد ذلك في الجليل (يو 21).
كانت قيامة الرب يسوع قد أحدثت ضجة عظيمة في أورشليم، فكانت جماعة من النساء تتحرك بسرعة في شوارع أورشليم بحثا عن التلاميذ، ليقلن لهم الأخبار المدهشة بأن يسوع حي. وفي نفس الوقت، كانت جماعة من القادة الدينيين يتآمرون كيف يحجبون أخبار القيامة.
لم يرفض رؤساء الكهنة مع شيوخ اليهود الإيمان فقط، بل اجتمعوا ليقاوموا القيامة!! فأعطوا رِشوة من المال للجند حراس القبر حتى يدّعوا سرقة تلاميذ المسيح لجسده ليلا، إذ غلبهم النوم، فتسلل التلاميذ وسرقوا الجسد. وعندما يعلم بيلاطس الوالى ويغضب عليهم، يستعطفه رؤساء الكهنة بما لهم من مركز، فيسامحهم ولا يؤذهم، معتمدين على محبة الإنسان للمال، فيكذب لينال ما يريد.
لقد أعطى الله للمسيح سلطانا على السماء والأرض، وعلى أساس هذا السلطان، أمر الرب يسوع تلاميذه أن يتلمذوا كثيرين وهم يكرزون ويعمدون ويعلمون. وبنفس هذا السلطان مازال يأمرنا أن نخبر الآخرين عن الرب يسوع، ونرشدهم للملكوت .
هذه كلمات المسيح الأخيرة لتلاميذه والتي لها أهمية كبيرة، وقد أكد الرب يسوع لتلاميذه بهذه التوجيهات الأخيرة. أنهم تحت سلطانه، وعليهم أن يتلمذوا كثيرين وأن يعمدوهم ويعلموهم أن يطيعوه، وأنه سيكون معهم على الدوام. وفيما مضى كان يسوع قد أرسل تلاميذه إلى اليهود فقط (10: 5، 6)، لكن إرساليتهم من الآن ستكون لكل العالم. فالمسيح هو رب كل الأرض، وقد مات لأجل خطايا كل الناس. فعلينا أن نذهب، سواء لجيراننا أو لبلاد أخرى، ونعلم الناس عن الرب يسوع ، فهذا ليس أمرا اختياريا، ولكنه أمر ملزم لكل من عن عرف الرب يسوع لسنا جميعا مبشرين، ولكننا جميعنا قد نلنا مواهب نستطيع أن نستخدمها لتحقيق الإرسالية العظمى. ومتى أطعنا، فإننا نتشجع بمعرفتنا أن الرب يسوع معنا دائما.