نشتري الخبز لنطعمهم
صلاة البدء
مسألة الجوع يا ربّ هي مسألة كبيرة جدًا. واليوم، كم من الناس يموتون جوعًا. لهذا، علّمتنا حين أطعمت الجموع الآتية إليك. وأنت تدعونا اليوم، كلاً من موقعه كي يطعم الذين حوله. كنتُ جائعًا فاطعمتموني.
قراءة النصّ
يو 6: 1- 15
نصمت بعد القراءة ثلاث دقائق ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
– هناك جوع إلى الخبز في العالم، جوع إلى الحنان والمحبّة، جوع إلى أن يكون لكل إنسان مركزه. ما هي نظرتنا.
– هناك جوع إلى كلمة الله التي يجب أن تملأ حياتنا. طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ، إلى العيش بحسب وصايا الله. أي جوع هو جوعنا؟
– هناك جوع إلى خبز الله. الأولاد طلبوا خبزًا. فما أعطاهم أحد. أين هو موقعي؟
دراسة النصّ
أول مبدأ يوحّد الفصل السادس من يوحنا، هو رمز الطعام الذي يجد سابقة له في خمر عرس قان الجليل. قال يسوع: من يأتي إليّ لا يجوع أبدًا، ومن يؤمن بي لا يعطش أبدًا. فمن أكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد (آ 35, 51). والمبدأ الثاني هو مبدأ الإيمان بيسوع، الذي يجد ذروته في جواب بطرس باسم الاثنى عشر (بعد أن ترك التلاميذُ يسوع): إلى من نذهب، يا رب، وعندك كلام الحياة الأبديّة.
خبرة الطعام، شأنها شأن خبرة الجوع. هي خبرة فرديّة وجماعيّة، منذ البداية، أعطى الرب الإنسان طعامًا. وهذا الطعام الذي نحصل عليه في الطبيعة هو في الوقت عينه عطيّة من الله. في الطعام، أن ارتبط بالله، ارتبط بالطبيعة، ارتبط بالكون وأتضامن مع البشر. فالإنسان لا يأكل وحده. الله نفسه أقام وليمة على الجبل، كما يقول أشعيا (25: 6). ويسوع أقام لنا وليمة في الجليل، قرب بحيرة طبرية، قبل عيد الفصح.
رفع يسوع عينيه. هو الجالس على الجبل نظر إلى الجمع الذي يقترب منه. واهتمّ بأن يعطيها خبزًا بانتظار أن يجتذبه إليه (12: 32). لا صعوبة عند يسوع. بل الخوف عند التلاميذ للذين لا يعرفون ما يجب عليهم أن يفعلوا. نظر يسوع إلى المجمع. فارتبط بهذا النظر عطاء مجانيّ. أجل، لا يستطيع الإنسان أن يفعل ولكن يسوع يستطيع. لا حاجة لمال من اجل الشراء فقد قال أشعيا: “تعالوا إليّ وإن لم يكن معكم فضّة. إشتروا قمحًا وكلوا مجانًا” (55: 1) حين أعطى موسى المن، كان قلقًا مضطربًا. أما يسوع فهو عالم بما سيفعله.
ولكن يسوع لا يريد أن يجترح العجزة من لا شيء. هو يريد أن يبارك عطايانا مهما كانت ناقصة. هذا ما فعل في عرس قانا. طلّب من الخدّام أن يملاؤا الجرار ماء. وهنا، يرضى يسوع بخمسة أرغفة من الشعير وسمكتين صغيرتين. لا شكّ في أنه فرح بخبز الفقراء هذا، ولكنه سيطعمنا طعام الأغنياء. وسيكون عطاؤه وافرًا جدًا. ولن يكتفي بسمكتين صغيرتين. ففي العيد العجيب، جعل التلاميذ يصطادون 153 سمكة كبيرة (21: 11). وهكذا أكلوا كلهم وشبعوا. لم يبق جائع تقاسم الناس ما أعطاهم يسوع، فما احتاج واحد منهم شيئاً، ولا فاض عن واحد. كانت المساواة التي يريدها الله في جماعته. بل أن يسوع حسب حساب الغائبين، أبقى لهم 12 قفّة من خبزات كسرها، قسمها، كي توزَّع.
يا لكرم الله وسخائه. ياليتنا نتمثل به!
التأمل
نتأمل في نقطة من هذه النقاط، ونسأل نفوسنا: هناك محتاجون حولنا. هل فعلنا ما في وسعنا كي نطعمهم، نسأعدهم؟ أما نفضنا أيدينا كما فعل الرسل: قالوا ليسوع “أرسلهم إلى القرى يشتروا لهم طعامًا” (مت 14: 15).
المناجاة:
ننطلق في هذا الإنجيل ونتساءل: نحن الذين شبعوا من الطعام الفاني، هل تكتفي به؟ أم نطلب طعام الحياة الأبدية لا يحيا الإنسان بالخبز فقط بل بكل كلمة تخرج من فم الله. ها ما قاله يسوع للمجرّب. وطلب من اليهود أن لا يتوقّفوا عند هذا الشبع المادي.
تأوين النصّ
منذ البداية يتركّز النصّ على يسوع والشخص الذي يوجِّه كل شيء. رأى الجمع، وكأني به يُحصيهم ليؤمّن لكل واحد طعامًا. سأل فيلبس، وهو عارف ماذا سوف يعمل. أمر التلاميذ أن يُقعدوا الناس. بل هو الذي أشرف على توزيع الطعام. وفي النهاية. اعتزل الجمع الذين أرادوا أن يختطفوه ويقيموه ملكًا.
في خلفيّة النص نجد أيشاع الذي أطعم شخص من 20 رغيفًا. قال الرب: يأكلون ويفضل عنهم. وهكذا كان. كما نجد المنّ الذي أعطاه الرب لشعبه بوفرة ما بعدها وفرة. والعشب الأخضر يُذكّرنا بالمزمور 23 الذي يقول: الرب راعّي فلا يعوزني شيء، في مراع خصيبة يقيلني ومياه الراحة يوردني. يسوع هو الراعي المسيحاني. وها هي الجموع تريد أن تقيمه ملكًا: لقد عاد زمن الخروج الذي انتظره اليهود في نهاية الأزمنة.
على المستوي اليهودّي، استنار الخبر بسفر الخروج، وعلى المستوى المسيحي بالافخارستيا. فعل يسوع هنا كما في العشاء السري، أخذ خيزًا وشكر. وبما أنه فضلت 12 قفّة، فقد بقى خبز تقتات منه الكنيسة حتّى عودة الرب. لهذا تقول في صلاتها: أعطنا خبزنا كفاف يومّنا.
صلاة الختام
الصلاة الربيّة أو ترتيلة
هل تبحث عن  نُفوِّت على أنفسنا الباب الذي يقودنا إلى الغبطة الغنية

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي