admin
نشر منذ سنتين
4
يشوع والأرض الباقية للامتلاك

الأرض الباقية للامتلاك…

يقول الرب ليشوع: “قد بقيت أرض كثيرة جدًا للامتلاك” [1].
كيف يقول الكتاب: “استراحت الأرض من الحرب” (يش 11: 23)، ليعود فيقول: “بقيت أرض كثيرة جدًا للامتلاك”؟ الأرض التي وطأها يشوع بقدميه ملك عليها طاردًا المقاومين لتستريح من الحرب. إنها جماعة المؤمنين التي قبلت دخول السيد المسيح إلى حياتهم الروحية والجسدية، فغفر كل خطاياها، وأعطاها سلامًا مع الآب، بل وسلامًا مع بعضهم البعض، وسلامًا داخل الإنسان نفسه بين الروح والجسد بتقديس الكل! هذه هي الراحة الحقيقية التي صارت لكل مؤمن حقيقي في علاقته بالله أبيه وإِخوته البشريين بل وفي علاقته حتى بجسده ومشاعره وأحاسيسه الداخلية… إنه ينعم براحة فائقة في المسيح يسوع. أما الإعلان عن وجود أرض كثيرة جدًا للامتلاك، فهذا أمر طبيعي لأن أرض كثيرة لم يكن بعد قد دخلها يشوع… لا يزال حتى الآن يوجد ملحدون كثيرون لم ينعمون بدخول الرب إلى حياتهم ليملك فيهم. يؤكد المرتل أنه يجب أن يملك السيد المسيح، قائلًا: “كل الأمم تتعبد له” (مز 72: 11)، وأيضًا: “ويملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض، أمامه تجثو أهل البرية” (مز 72: 8-9).
يمكننا أيضًا أن نقول أن السيد المسيح -يشوع الحقيقي- إذ ارتفع على الصليب دخل الجحيم ليملك على الذين ماتوا على الرجاء منطلقًا بهم إلى فردوسه، بهذا نفهم العبارة: “استراحت الأرض من الحرب”. لقد غلب المسيح الرأس نيابة عن البشرية كلها بصليبه. لكن هذه الغلبة إنما هي الإمكانية التي قُدمت للكنيسة عبر الأجيال لكي بغلبته تغلب، وبنصرته تحطم الجحيم وتنطلق بكل نفس إلى الفردوس… بهذا نفهم العبارة الثانية: “قد بقيت أرض كثيرة جدًا للامتلاك”. لقد ملك الرب حين كان بالجسد على الأرض، ولا يزال يملك وهو قائم وسط كنيسته عبر الأجيال مقدمًا النصرة للمؤمنين، فاتحًا باب الخلاص لكل الأجيال.

هل تبحث عن  سنكسار الثلاثاء 22 اكتوبر 2019 م الموافق 11 بابة 1736 ش

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي