يشوع ومدينة أريحا

مدينة أريحا…

“أريحا” تعني “مدينة القمر” أو “مكان الروائح العطرية”، تقع على بعد خمسة أميال غرب نهر الأردن، وعلى بعد 17 ميلًا شمال شرقي أورشليم. أما أريحا المذكورة في هذا السفر فموضعها الآن “تل السلطان” على بعد ميل من غرب أريحا الحديثة، والتي تدعى الآن الريحا وتلال أبو العليق.
اشتهرت أريحا منذ العصور القديمة بزراعة النخيل (تث 34: 1، 3، قض 3: 13) والموز والبرتقال والورد (سيراخ 24: 14)، وأشجار الجميز (لو 19: 4)، والبلسم وكثير من أشجار الفاكهة.
أعطيت أريحا ضمن نصيب بنيامين، على الحدود بين بنيامين وإفرايم (يش 16: 1، 7؛ 18: 12-13). وكان عجلون ملك موآب يسكن فيها حين ضرب إسرائيل وأذلهم بسبب شرهم (قض 3: 12-13). وفيها أقام رسل داود الذين أرسلهم إلى حانون ملك بني عمون فحلق لهم لحاهم وقص ثيابهم من الوسط، وقد بقوا حتى نبتت لحاهم ورجعوا (2 صم 10: 1-5). وفي أيام آخاب بن عمري ملك إسرائيل بَنَى حيئيل البيتئيل أريحا ففقد بكره عند وضع الأساسات وصغيره عند نصب الأبواب بسبب نبوة يشوع (1 مل 16: 34، يش 6: 26). وفي أريحا زار إيليا وأليشع جماعة الأنبياء قبل انتقال إيليا، ورجع أليشع إلى هؤلاء الأنبياء (2 مل 2: 4، 15)، ويبدو أن النبع الذي أبرأه أليشع بعد طرح الملح فيه (2 مل 2: 21) هو عين السلطان، وعندما أُطلق سراح أسرى يهوذا الذين أسرهم جيش إسرائيل بقيادة فقح بن رمليا أتوا بهم إلى أريحا (2 أي 28: 15). وبالقرب منها قبض البابليون على صدقيا ملك يهوذا (أر 52: 5)، وقد رجع مع زربابل من السبي 345 نفسًا من سكان أريحا السابقين ونسلهم (عزرا 2: 34، نح 7: 36) وساعد البعض منهم في بناء سور أورشليم (نح 3: 2).
بنى هيرودس الكبير قلعة بالقرب من أريحا، وقد مات هناك. وفي أيام السيد المسيح كانت فرقة من الكهنة تسكن في أريحا، وكانوا يسافرون كثيرًا من أورشليم إلى أريحا، كما يظهر ذلك من مثل السامري الصالح (لو 10: 30-31). وفي أريحا أعاد السيد المسيح البصر لبرتيماوس ورفيقه (مت 20: 29، مر 10: 46، لو 18: 35)، وفيها أيضًا زار السيد المسيح بيت زكا (لو 49: 1-10).

هل تبحث عن  مهما الدنيا باظت هيعرف يلمها بطريقته

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي