يعقوب يدعو أولاده

يعقوب يدعو أولاده:

“ودعا يعقوب بنيه وقال: اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام” [1].
بعد حياة مليئة بالجهاد خلالها اغتصب يعقوب البركة والباكورية، واستحق رغم ضعفاته المتكررة أن ينال الوعد بمجيء المسيا المخلص من نسله، هذا الذي به تتبارك كل الأمم، قضى في مصر 17 عامًا في صمت وسكون… والآن إذ هو عابر من هذه الأرض تطلع إلى أولاده كأسباط منهم يخرج شعب الله الذي يتمتع بأرض الموعد، ويأتي المسيا المخلص فانفتح لسانه ينطق بما يراه خلال روح النبوة أو خلال الظلال. كأنه بموسى الذي أرتفع على جبل نبو يتطلع من بعيد إلى أرض الموعد، فيفرح قلبه من أجل الشعب الذي ينعم بتحقيق الوعد الذي حُرم هو منه.
لقد رأى الأسباط الاثني عشر الكنيسة المتمْتعة بخلاص المسيح والنامية في الروح. فرأى في رأوبين الابن البكر والثمر الطبيعي له من ليئة الإنسان المتكل على بكورية الجسد أو أعمال الناموس فيخسر بكورية الروح، لهذا حسبه كمن دنس مضطجع أبيه بتدنيسه الكنيسة عروس المسيح خلال بره الذاتي.

ورأى في شمعون ولاوي اللذين منهما جاء الكتبة والكهنة وقد قاوموا السيد المسيح كلمة الله، يشيران إلى خطية المؤامرات الشريرة ومجالس الإثم المفسدة للخدمة وعمل الله.
أما يهوذا فرآه يمثل “الحمل” المصلوب، وفي نفس الوقت الأسد الغالب بالصليب. رأى السيد المسيح خارجًا من سبط يهوذا يهب قوة قيامة لمؤمنيه. وكأنه لا يكفي أن نترك البر الذاتي (رأوبين) ونرفض مجالس الشر (شمعون ولاوي) وإنما يلزمنا الالتصاق بيهوذا الحقيقي لننعم بقوة قيامته عاملة فينا. بهذا ينطلق إلى “زبولون” الذي يشير إلى الانطلاق نحو البحر أو الاتجاه إلى الأمم للكرازة لهم. فمن يحمل يهوذا القائم فيه لا يقدر أن يحتمل رؤية الأمم في عدم إيمانهم، طالبًا خلاص كل نفس.
أما يساكر فيشبهه بالحمار الذي يحمل أثقال الآخرين. فإن أُتهمنا بالغباوة من أجل احتمالنا الألم بفرح وخدمتنا للآخرين فلا نهرب بل نتقدم للعمل بلا ضجر، متشبهين بالقائل: “تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” (مت 11: 28).
بقدر ما ينتشر ملكوت الله بين الأمم يقاوم عدو الخير حتى يظهر “ضد المسيح” من سبط دان كحية على الطريق تلدغ لتهلك.
تحدث بعد ذلك عن جاد بكونه يُهاجَم بجيش لكنه يعود فيغلب، إشارة إلى المؤمن الذي يُحارَب كثيرًا لكنه في النهاية ينتصر؛ لذا جاء بعده “أشير” بخبزه السمين أي غلاته متوافرة. فالحروب الروحية وإن كشفت ضعفاتنا لكنها تعطي النفس قوة وتجعلها أكثر أثمارًا.
بعد أشير تحدث عن نفتالي كايله (مونث إيل) سريعة الحركة، كلماته عذبة مع الجميع أما يوسف فيحمل في صلبه سبطين منسى وأفرايم، فإن “يوسف” تعني “النمو” وذلك خلال نسيان هموم العالم والتمتع بالثمر المتزايد (أفرايم).
أخيرًا يتحدث عن “بنيامين” التي تعني “ابن اليمين” الذي ينعم بشركة المجد الأبدي.
يمكننا في إيجاز القول بأن يعقوب رأى بروح النبوة في أولاده صورة حيَّة للكنيسة المجاهدة في المسيح يسوع:

يعقوب يدعو أولاده

هل تبحث عن  Arabic Audio Agbeyaالأجبية العربية المسموعة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي