ظهور الرب له:
“بعد هذه الأمور صار كلام الرب إلى إبرام في الرؤيا، قائلًا: لا تخف يا إبرام، أنا ترس لك، أجرك كثير جدًا. فقال إبرام: أيها السيد الرب ماذا تعطيني وأنا ماضٍ عقيمًا ومالك بيتي هو أليعازر الدمشقي؟!” [1-2].
جاء كلام الرب لإبرام في الرؤيا في الوقت المناسب… إذ يقول: “بعد هذه الأمور”، كأن ما تمتع به إبرام من كلام الرب ورؤيا إنما يطابق الأحداث السابقة. لقد قدم إبرام حياته وممتلكاته فدية عن ابن أخيه، معرضًا نفسه للخطر، فتمتع بالرب نفسه كترس له. وإذ رفض إبرام المكافأة سمع القول الإلهي: “أجرك كثير جدًا”.
لم نسمع عن إبرام أنه خائف بل خرج من المعركة غالبًا، فلماذا يؤكد له الرب: “لا تخف يا إبرام، أنا ترسل لك”؟! بلا شك هذا التأكيد الإلهي إنما يمثل اقترابًا إلهيًا نحو إبرام. لقد اقترب إبرام إلى الله لا بالصلاة وتقديم الذبائح فحسب وإنما اقترب إليه بالعمل، خلال الجهاد من أجل نفع الآخرين، لذا يقترب إليه الرب حسب وعده: “اقتربوا إليّ يقول رب الجنود فأقترب إليكم” (زك 1). أقترب إبرام إلى الله خلال ترفقه العملي بأخوته فاقترب إليه الرب بإعلان أنه ترسل له يسنده. أقترب إبرام أيضًا إلى الله برفضه للمكافأة البشرية فاقترب إليه الرب بوعده إياه “أجرك كثير جدًا”.
لنقترب للرب لا بالصلاة والدموع والمطانيات والتقدمات فحسب وإنما خلال الحياة كلها، خلال الحب له ولكل البشرية… فإننا إذ نقترب إليه بالعمل يقترب هو إلينا عمليًا.