نوح واجتياز ريح على الأرض

اجتياز ريح على الأرض:

ثم ذكر الله نوحًا وكل الوحوش وكل البهائم التي معه في الفلك،
وأجاز الله ريحًا على الأرض فهدأت المياه…
وفي العاشر في أول الشهر ظهرت رؤوس الجبال[1، 5].
إن كان الله قد أغلق على نوح فهو لا ينساه وسط المياه، إنما كالفخاري الذي يترقب الإناء الطيني داخل الفرن، يخرجه في الوقت المناسب إناءً للكرامة. من أجل نوح البار تفجرت ينابيع الغمر وانفتحت طاقات السماء لكي تغسل له الأرض وتجددها، فينعم بعالم جديد عوض القديم، ومن أجله أغلق عليه الرب حتى يكون محفوظًا من كل التيارات المحيطة به، ومن أجله أيضًا أرسل ريحًا على الأرض. نحن نعلم أن كلمة “ريح” وكلمة “روح” في العبرية هما كلمة واحدة… وكأن الله وسط مياه المعمودية يهب بروحه القدوس لتقديس أرضنا، فنتهيأ كأعضاء لجسد السيد المسيح ونصير هيكلًا لروحه القدوس.
يقول القديس إكليمنضس الإسكندري: [أن المربي يخلق الإنسان من تراب ويجدده بالماء وينميه بالروح ].
الآن إذ هدأت المياه ورجعت استقر الفلك في اليوم السابع عشر من الشهر السابع على جبل أراراط بأرمينيا، اسمه مشتق من الكلمة الأكادية “أرارطو” وتعني “مكان مرتفع”، ولعلها القمة التي تدعى حاليًا بالتركية “أغرى داع” أي “جبل شاهق” يبلغ ارتفاعها 16916 قدمًا فوق سطح البحر.

في اليوم الأول من الشهر العاشر بدأت تظهر رؤوس الجبال الأقل ارتفاعًا إن كان رقم 10 يشير إلى الناموس فإذ يبدأ الإنسان حياته بالوصية (الناموس الروحي) تظهر في داخله رؤوس جبال الفضيلة التي سبقت فتغطت واختفت بسبب خطايانا. إن كان الفلك أي السيد المسيح يستقر في داخلنا كما على جبل أراراط، جبله الشاهق الصلد، فإنه يتجلى في داخلنا وتتراءى الحياة التقوية في أعماقنا كرؤوس جبال حيَّة حينما نقبل ناموسه الروحي فنكون كمن في اليوم الأول من الشهر العاشر.

هل تبحث عن  مين يارب غيرك بس هيسمعنا

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي