فماذا فعل رحبعام؟

فماذا فعل رحبعام؟

لقد اختار التمسّك بالمظهر الفارغ دون الجوهر، مُستبدِلاً أتراس الذهب التي عملها سليمان أبيه بأتراس نحاس، مُكتفيًا بزفة مواكب وهمية لأتراس نحاس يطن وصنجًا يرن، وكأن شيئًا لم يكن!

أما عن العلة الحقيقية وراء انحدار رحبعام ودماره فيذكر الكتاب بكل وضوح: «وَعَمِلَ الشَّرَّ لأَنَّهُ لَمْ يُهَيِّئْ قَلْبَهُ لِطَلَبِ الرَّبِّ».

وما هي نتيجة العيش بقلب غير مُعَّد لطلب الرب؟

اسمع وصف ابنه عنه: «وَكَانَ رَحُبْعَامُ فَتًى رَقِيقَ الْقَلْبِ فَلَمْ يَثْبُتْ أَمَامَهُمْ» (٢أخبار١٣: ٧).

مع أن عمره كان يتعدى الأربعين عامًا، وصفه ابنه بأنه فتى، وأيضًا “رَقِيقَ الْقَلْبِ”، التعبير الذي يحمل معانٍ مختلفة، منها: صغير السن وقليل الخبرة، متزعزع وغير حاسم، خجول ومتردد، ضعيف وجبان جدًا، فلم يثبت أمام أعدائه. ورغم ذلك نراه يتظاهر بالقوة أمام شعبه، بقوله: «إِنَّ خِنْصَرِي أَغْلَظُ مِنْ مَتْنَيْ أَبِي» (١ملوك١٢: ١٠، ١٤).

حقًا ما أبعد ما كان في داخل رحبعام عما كانه في ظاهره! لقد اعتاد الزيف والتظاهر وتصنُّع القوة!

قَصَدَ الروح القدس أن يضع أمامنا شخصًا كانت لديه كل مؤهلات النجاح، ومع ذلك فشل فشلًا ذريعًا!

هل تبحث عن  تدبير الله من جهة الأزمنة والأوقات

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي