باب

 

وتستخدم
كلمة " باب " فى العربية ترجمة لكلمتين عبريتين هما: " بتيا "
ومعناها " مدخل "، و " دلت " ومعناها باب بالمعنى المفهوم.
ويظهر المعنيان فى الكلام عن لوط: " فخرج إليهما لوط إلى الباب (بتيا)، وأغلق
الباب (دلت) وراءه " (تك 19: 6).

1- كان للمدخل عادة باب ذو مصراعين يتحركان بواسطة
أعقاب تدور في أوقات محفورة في العتبتين العليا والسفلى.

وكان
الباب يصنع عادة من الخشب (نح 2: 3و 17)، ولكن كثيراً ما كان يغطى بألواح معدنية
لتقويته ضد الكسر ولوقايته من الحريق (مز 107: 16، إش 5 4: 2). ويكتب يوسيفوس عن
الأبواب المعدنية الصلبة التي كانت على الباب الجميل (أع 3: 2) بأنها كانت شيئاً
استثنائياً. وكانت بعض الأبواب عبارة عن الواح صلبة من الحجر، ومن هنا جاء تشبيهها
بالحجارة الكريمة (إش 54:
12، رؤ
21: 21). وكانت الأبواب تغلق عادة بواسطة عوارض خشبية (ناخوم 3: 13)، ولكن فى بعض
الأحيان كانت هذه العوارض تصنع من النحاس أو غيره من المعادن (امل 4: 13، مز 107: 16،
إش 45: 2)، وكانت تثبت فى المصراعين بأقمطة، وتدخل أطرافها فى أوقاب فى القائمتين
(قض 16: 3). وفى بعض الأحيان كانت الأبواب تغطى بشبكات حديدية. وحيث أن
" الباب
" كان معرضاً بصفة خاصة للهجوم عليه (حز 21: 15و 22)، كان معنى " امتلاك
الباب " هو امتلاك المدينة (تك 22: 17، 24: 60). وكان يحمى الباب عادة برج
للدفاع عنه (2صم 18: 24، 33، 2 أخ 14: 7، 26: 9)، وكان البرج يعلو الباب عادة
ويشرف عليه. وفى بعض الأحيان كان يعمل للمدخل بابان (2 صم 18: 24
).

2- ولما كان الناس جميعهم بما فيهم الفلاحون ينامون
عادة داخل المدينة، كان السواد الأعظم من الناس يمرون بالباب كل يوم، فكان الباب
هو موضع الالتقاء بالآخرين (راعوث 4: 1، 2 صم 15: 2)، كما كانت تعقد عنده
الاجتماعات العامة، ولذلك كانت توجد عند المدخل ساحة لهذا الغرض (امل 22: 10، نح 8:
1 وذلك تمييزاً لها عن الشوارع المذكورة فى سفر الأمثال 7: 12) كما تنعقد عندها
الأسواق
(2 مل
7: 1)، وكانت الأبواب تسمى بأسماء البضائع المختلفة التي كانت تباع فى هذه الأسواق
(نح 3: 1و 3و 24).

وقد
تكلم إبراهيم إلى عقرون الحثي فى مسامع جميع الداخلين باب حبرون، لشراء مغارة
المكفيلة (تك 23: 10و 18). كما كان شيوخ المدن الملجأ يجلسون عند أبوابها للاستماع
إلى دعوى الهارب إليها (يش 20: 4). كما عرض بوعز قضيته على شيوخ بيت لحم عند الباب
(راعوث 4: 1)، فكان الباب هو مكان القضاءالشرعى (تث 16: 18، 21: 19، 25: 7.. الخ)،
لذلك كان الجلوس فى الأبواب بين مشايخ الأرض شرفاً عظيماً (أم 31: 23). أما "
سحق المسكين فى الباب " فكان معناه فساد القضاء (أيوب 31: 21، أم 22: 22، إش
29:
21، عاموس 5: 10).

وكان
الملك بخاصة يعقد الاجتماعات العامة عند الباب (2 صم 19: 8، امل 22: 10، إرميا 38:
7، 39: 3). وكان " الباب العالي " يطلق على مجلس بلاط سلطان تركيا فى
القسطنطينية.

وقد
ذهب الأنبياء والمعلمون إلى الأبواب لتبليغ رسائلهم إلى الجموع التي تحتشد هناك
(امل 22: 10، إرميا 17: 19، أم 1: 21، 8: 3، 31: 31). كما كانت الأبواب أيضاً
مكاناً للثرثرة والنميمة (مز 69:
12). وكانت أحكام الإِعدام تنفذ خارج أبواب المدينة
(امل 22: 10، أ ع 7: 58).

3- تستخدم كلمة " الأبواب " مجازياً
للدلالة على عظمة المدينة (إش 3: 26، 14: 31، إرميا 14: 2، مراثي 1: 4 قابل هذا مع
مز 87: 2). ولا يمكن الجزم بالمقصود " بالأبواب " هنا، وهل هي القوة
العسكرية أم الحكام أم الشعب. أما فى قول الرب يسوع المسيح عن الكنيسة إن
"أبواب الجحيم (هادس وليس جهنم) لن تقوى عليها " (مت 16: 18)، قد تكون
الإِشارة إلى قوات الشيطان " ولكن الأرجح أنها قد تشير إلى "أبواب
الهاوية أي القبر " (التي تمنع الأموات من العودة)، فهى لن تقوى على الكنيسة.
وعندما تكلم الرب عن الباب الواسع والباب الضيق، كان يشير بالباب الواسع إلى
البوابة الواسعة فى المدخل الرئيسي للمدينة، وبالباب الضيق إلى الأبواب الجانبية
التي كانت تسمح فقط بدخول شخص بمفرده يسير على قدميه (مت 7: 13).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي